الجمعة، 30 أغسطس 2013

عمرو تشيع يا أمي

قال لي وقد بدا علي وجههِ التأثر: ’’أنا لا أؤمنُ بالأوطان، لا وطن لي! لا أؤمنُ بالدُولِ المتفرّدة، أؤمنُ فقط بِدولةِ الخلافةَ، حيث الكل واحد، ولو استطعتُ الهِجرة لهجرتُ هذه البلدة الظالم أهلها‘‘ ثم استطرد وقد ارتسمت علي وجههِ ابتسامة غريبة ’’فلتسقط مصر... هي ليست بلدي أنا من سكان ولاية مصر الإسلامية لا جمهورية مصر العربية التي افتعلها الصهيونيّ المجوسيّ أتاتورك حين أمر بإلغاء الخلافة الإسلامية‘‘. هممتُ بالرد عليه لكن توقفت لأعرف إلي ماذا يرمي هذا الإنسان الذي كانَ متأثراً بشدة من مشاهد فض الاعتصام.

تنهدتُ قليلاً ونظرتُ إلي مدرسة سانت فاتيما الواقعة في ميدان الحجاز بمصر الجديدة وقد عقدتُ النية في مُجاراته في هذا المُسلسلِ الدراميّ وقلتُ له: ’’أن هيربرت جورج كان ليكون سعيداً برؤياك‘‘ فصاح غاضباً من هيربرت هذا؟ فرددت عليه في هدوء: ’’هو مُؤلف رواية (آلة الزمن)!‘‘ واستطردتُ قائلاً: ’’سامحني علي أسلوبي الوقح هذا‘‘ فقاطعني في غضبٍ: ’’ضاعت الأخلاق بعد الثورة، الشبابُ الآن لا يقدّرون كبار السن، فليس منّا من لا يوّقر كبيرنا! ومع ذلك قبلتُ أسفك‘‘، لم أستطع أن أمنع نفسي من النظرِ إليه بغضب إذ أنه تناسى الجزء الأول من الحديث.

قال لي: ’’لم تنظر إليّ بهذه النظرة أقلت كلاماً ازعجك؟ أم الاستشهاد بالحديث الشريف أزعجك؟‘‘ قلت له: ’’ما أزعجني حقاً هو أنّك استشهدت بنصفِ الحديث الذي يخدم جانبك من الحوار، صدقني ليست مناظرة تتناقلها شبكاتُ التلفاز ولن يهم الفائز في النقاش! وانّه من السهل جداً أن أتناقل كلامك وأحوّره لأجعلك تبدو أحمقاً وخائناً أمام أصدقائي وسردتُ له حكاية قريبي الذي تناقل منشوراً لي بين أفراد علي موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أقول فيه:




 نظر إليّ في عنفٍ وقال: أقلت هذا حقاً؟
أنا: نعم، فعلت.
قال وقد اتكأ علي الطاولة أمامه: أنت سُنيّ، صحيح؟
أنا: نعم، وماذا في هذا؟
قال وقد بدت علي ملامحة أنه علي وشك البطش بي: ’’حسن شحاتة هذا كافر، يطبق عليه حد الردة، أتعلم أن الشيعة يسبون السيدة عائشة؟ ام أن ذلك لا يهمك؟‘‘
قلتُ وأنا احاول انتقاءَ كلماتي: ’’سأحكي لك حكاية قريبي هذا ثم نتناقش في حسن هذا، قريبي هذا إسلاميّاً وسبق أن عمل لي حظراً علي الفيس بوك، ذلك النوع الذي لا يتقبل المخالف أبداً، لدرجة أنه قال لي في مرة ’فلتكف علي نشر سمومك، وأتق الله فيما تكتبُ وفيما تقرأ إنهم يسممون أفكارك‘ ولكن دعني انقل لك ما قاله لأفراد عائلتي بعد هذا المنشور
قال: ’لقد تشيّع عمرو‘ كانت كارثة رغم أن المنشور واضح ولا يحتاجُ تفسيراً ولم أعلق علي كم الاتهامات التي رأيتها في التعليقات لأنها تدل فقط علي عقول أصحابها.

لكن ما يهمني أكثر هو ذلك اليوم الذي قابلتُ فيه والدة قريبي وناقشتني بهدوء شديد، وبيّنتُ لها وجهة نظري ورأي الشيوخ في ذلك، وعندما سمعت موقف مشايخ حزب النور –ساعتها كان حزب النور سيف الإسلام وياسر برهامي ومشايخ الدعوة السلفية من أعلام الأمة- من مقتل هذا الشخص، إذ أسرعت بالاعتذار لي رغم سنها وحاولت تحسين صورته لديّ وأنا ليس لدي أصلاً مشكلة مع المختلفين معي فكرياً فلم يسبق لي أن ميزتُ ضد أحد مخالفاً لي في الرأي. لستُ هنا لأشنع به، ولا أعمم هذا الفكر علي أبناء فصيله، فيوجد الكثيرون من أصحاب العقول النيّرة فشيخي يناقشني باستمرار فيما أكتب ويوضح لي ما يتعارض مع الدين فيه بكل هدوء وإحسان وأستمتع حقاً بالجلوس معه والاستماع إلي رأيه وأعلم أن يوجد الكثيرون والكثيرون، لكن موقف قريبي أزعجني.

صمت طويلاً وأخذ يتأمل كوب القهوة أمامه ثم قال: ’’ربما أنت علي حقٍ في هذا الشأن وصراحة لم أعد أهتم، وكما قلتُ لك من قبل لم يعد هذا وطني‘‘ نظرتُ إليه في اشمئزازٍ ربما لاحظه أو لم يلاحظه وأخذت أبحث في ذهني عن أي شيء يخص موضوع الأوطان في التاريخ الإسلامي لأنّه لن يقتنع أبداً بأقوال جالينيوس ولا هوميريوس ولا حتى بلينكو ولكنّي قلت في محاولةٍ لكسب الوقت لأتذكر حديثً أو قولاً لأحد الصحابة: ’’لا أظنك من أتباع صموئيل جونسون؟ لا أظنّك تعتبرُ الوطنيّة هي (الملجأ الأخير للأوغاد)؟‘‘ فطأطأ وجه فتذكرتُ حديثاً عن الرسول لكني ساعتها لم أكن أعرف أهو صحيحاً أم لا، لكني قُلت مُبتسماً: ’’ما أطيبك من بلد وأحبك إلي ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك‘‘ فنظر إليّ في ذهول وأنا أحمدُ الله علي أنني تذكرته في الوقتِ المُناسب، واستطردت قائلاً: ’’كيف تريد أن تصبح رئيساً لهذه البلد وأنت لا تعترف بها وطناً؟ هل ستتولى يوم الزحف؟ لا تعترفُ بهذا وطناً وتريدُ الرئاسة والبرلمان وأن تتولى مقاليد حكم هذه البلد؟‘‘ قاطعني في شدة وقال: ’’لم أقل هذا قلت لك أنّي أؤمن بالخلافة وفقط‘‘ فرددت في عنفٍ: ’’خلافة، خلافة، خلافة، ماذا أعددتَ لها، صدق الغزالي حينما قال أن الإسلامين مشغولون بالوصول إلي السلطة دون أن يعدوا نفسهم لها ‘‘ وكما قلتُ لك سابقاً: ’’هيربرت جورج، سيكون سعيداً بكم‘‘ فقاطعني بعنف: ’’لسنا نعيش في الماضي يا هذا! أنظر إلي تُركيا‘‘ قاطعته قائلاً: ’’لكن تركيا علمانية يا أخي؟ أقسم بأنها علمانية؟‘‘ وأخرجت هاتفي وفتحتُ صفحة ويكيبيديا وكتبتُ تركيا أول سطرين، ونظرت إليه وإذا به يتلعثم ويقول: ’’ستكون إسلامية بأمر الله.‘‘ قاطعته بابتسامة ’’يا رب!‘‘

Cause1
Cause2












يتبع :/


أراكم المرة القادمة...

الأربعاء، 28 أغسطس 2013

توباك شكور - إنجيل الحارة

     2Pac - Ghetto Gospel


هؤلاء الذين يريدون اتباعي...
يداي لكم مبسوطتان.
وبينما تغرق أشعة الشمس الحمراء  أخيراً...
بين التلال الذهبية، وليحل السلام على هذا المحارب الشاب،
ويحرسه من رصاص البنادق.

لو كان لي أن أتذكر أيام الصبا،
لجلست وتحسرت، مفكراً في جمال الأيام الخوالي،
أتوقف وأحدق في الصبية، قلبي يهتم لأمرهم...
ذلك أنهم اختُبِرُوا، وعانو تحت الضغط،
وكل شيء تغير هذه الأيام...
اليوم الحقيقة غريبة الشكل،
فالكل يخجلُ من الصغار وبالنسبة لي، فإنها معكوسة...
تركنا لهم عالم ملعون، وهذا مؤلم...
لأنهم سيأتي اليوم الذي سيضغطون على الزناد؛
الجميعُ مدان،
وكأنه مالكوم إكس وبوبي هوتون ماتا من أجلِ لا شيء.
لا تتركوني أبكي، فالعالم كئيب،
لكنك حين تمسح دمعك، تراه علي حقيقته.
لا داعي لأن تهابني، فلو تسنى لك أن تسمعني، ربما شجعتني.
ليس الأمر أمر سودٍ أو بيض، فكلنا بشر.
آمل أن نرى الحقيقة قبل أن ينتهي العالم.
هذا قانون حارتنا.

هؤلاء الذين يريدون اتباعي...
يداي لكم مبسوطتان.
وبينما تغرق أشعة الشمس الحمراء  أخيراً...
بين التلال الذهبية، وليحل السلام على هذا المحارب الشاب،
ويحرسه من رصاص البنادق.


قل لي، أترى تلك العجوز هناك؟ أليس من المُبكي…
أنها تعيش في القمامة؟ لكنها سعيدة بالقليل الذي تملكه.
وهناك امرأة أذهبت عقلها المخدرات، أنها تريد تنجب لهذا العالم طفلاً.
أنا لا أسيء فهم مقصدها، تاركاً كل شيء فعلناه في سبيل الحرية  يتلاشى.
ننجب للعالم فتيان مطاعم، عبودية بشكل آخر...
حتى الآن كل ما يفعلوه هو تثبيطي!
وأتساءل، ما إذا كانوا سيأخذون كل شيء بينما أحتفظ بشجاعتي؟
أرفض أن أكون قدوة،
أحدد لنفسي أهدافاً، وأتحكم بحياتي، وأشرب الخمر من قواريري.
أرتكب أخطاء. أتعلم من الجميع.
وعندما ينتهي الأمر…
فإنني أراهن على أن أخي سيكون أفضل مني.
ولو كلامي أزعجك، فلا تغضب.
ولا تنسَ أبداً أن وقتي لم يحن بعد!
أشعر بالإله في رأسي،
وعندما أكتب قوافيّ، أغمض عينيّ، تاركاً الرب يفعل ما يفعله.
فهل أنا أقلُ قداسة...
لأنني اخترت تدخين الحشيش وشرب الخمر مع رفاقي؟
قبل أن نحارب من أجل السلام في العالم، ينبغي علينا أن نوقف الحرب في الشارع.
هذا قانون حارتنا.

هؤلاء الذين يريدون اتباعي...
يداي لكم مبسوطتان.
وبينما تغرق أشعة الشمس الحمراء  أخيراً...
بين التلال الذهبية، وليحل السلام على هذا المحارب الشاب،
ويحرسه من رصاص البنادق.

يا عظيم، أتسمع كلامي…
أدفع ثمن كوني محكوماً عليّ بجهنم؟

أراكم المرة القادمة...

* الغيتو: هو حي تتجمع فيه الأقليات، ويتطلقه السود علي الحارة أو المنطقة التي يعيش فيها رجال العصابات.

الثلاثاء، 20 أغسطس 2013

فكر وإرهاب فكري

أذهلني صديقي المُؤيّد لمرسي عندما رأيته البارحة يستَشهد بـالبرادعي، صديقي هذا لَيس إخوان لَكنَّه من هؤلاء الباحثين عن الحُكم الإسلامي وفقط، كُنت قد حدّثتُه من قبل عن 30/6 قبلَ حدوثها بأسابيع، فكان قوله: ’’يعني إنتوا عايزين تشيلوا مرسي، قولولي هتجيبوا مين جبهة الانقاذ؟ البرادعي؟ عمرو حمزاوي جوز بسمة بتاع العلمانية الي قال ممكن اقبل ان مراتي تتباس في الافلام ولا بلال فضل اللي مبيراعيش ربنا في اللي بيكتبوا‘‘ ثم إستطرد في غضبٍ ’’إنتوا عيزينها علمانية، فجر ودعارة‘‘ وتدور الأيام لأجده اليوم يستَشهد به كرمز للحق ومثالا للمُعارض الحق. ربما هو ليس الوحيد المصاب بهذا المرض  فكثير من أبناء تياره المُحافظ مُصابون بمثل هذا المرض، ولا أستبعد بذلك التَيار الآخر فكثير من أبناء التَيار الآخر المتَعصبين أو الذين أكرهوا على التعصب -مما رأوه من الإخوان والسلفيين يوم أن كانوا في مجلس الشعب وههم يُقَّتلون فِي محمد محمود ووزارة الداخلية والعباسيّة ولَم ينصرونهم وأكتَفوا بالإطلاق عليهم لقب البلطجية والترامادول و 200 جنية- مصابون بنفس المرض فأخذوا يُعلّقون عليهم بمقولة مارتن لوثر كينج: ’’أسوأ مَكان فِي الجَحِيم مَحجُوزٌ لِهَؤلاءِ الذَينَ يَبقُون عَلى الحِيادِ فِي أوقاتِ المَعَاركِ الأخلاقِيّة العَظِيمَة.‘‘.

’’أصحاب الفكر والمبادئ دائماً ما تلفظهم مجتَمعاتهم الجاهلة.‘‘، كان من الممكن للبرادعي أن يستمّر ويصبح هو الآخر متَعصّباً فهَذا الرجل أبدع نظام مبارك في تَشويهه في صفحات الجرائد وهو من أطلَق عليّه إشاعة وشبهة الأسلحة النووية في العراق، البرادعي قال الكلمة صريحةً في مجلس الأمن: ’’إن فريق الوكالة الدولية للطاقة الذرية لـم يعثر حتي الآن على أي أنشطة نووية مشبوهة في العراق‘‘ والذي أكدَّه بعدها هَانز بِليكس بعدها والأدهى والأمّر أن مُناصري مرسي قاموا بتخوينه بالرغم أنّهم شاركوه في الجمعيّة الوطنيّة للتغير وحتّى الآن يرّدد الآلاف من الشعب المصريّ كلام صُحف مبارك بلا وعي أو ربما لا يرددون حقاً إلا ما شاهدوه فِي الفيلمِ المصريّ معلش إحنا بنتبهدل، الجهل هو مرضنا ويذّكرني هذا عندما سُئل قاتل فرج فودة:
- لماذا قتلته؟
القاتل: لِأنّه كَافر.
- ومن أي كتابٍ عَرفتَ ذلك؟
القاتل: لم أقرأ كُتُبه.
- كيف ذلك؟
القاتل: أنا أميّ؛ لا أقرأ ولا أكتب.
قديماً أحرق القساوسةَ الكتبَ لأنّهم أدركوا قوّة الجهل؛ فهو يوّلدُ الطاقة في الطاعة العمياء وأضف إلى ذلك القوّة المطلقة التي يعطيها الدين، فهو بذلك ضمن السيطرة كاملة، ولست أقتصر الأمر على القساوسة لَكن وللأسف الشديد يذخر تاريخنا الإسلاميّ بمثل تلك الحوادث إبتداءاً بـابن المقفع مروراً بالرازي الذي ضُرب بكتُبه علي رأسه حتى فقد بصره إنتهاءاً بفرج فودة ونجيب محفوظ الذَي منع القَدر مُحاولة ذبحه. معظم أصحاب الفكر واجهوا تلك الموجات من التطرف الفكريّ بسبب تلك الحقيقة البغيضة وهي ’’أنّ الإنسان عدو ما يجهل‘‘؛ أنظر إلي حال الفلاسفة الأوائل على مر التاريخ من على فراش موت كوبرينكوس الذَي قال فيه أن الأرض ليست مركز الكون كما تصوّر القدماء وأن الأرض تدورُ حول نفسها وحول الشمس، ’’مات كافراً‘‘ هكذا قالت الكنيسة. أمّا عن الفلاسفة العرب ففيلسوف العرب الكنديّ سيق إلى ميدانٍ عامٍ وأُمر بجلده 60 جلده ويقول المؤرِّخون أنّه كان ساعتها قد تجاوز الستين من عمره ابن رشد الذي أتُهِم في دينه حُرّقت كتبه ومنزله. ودارت الأيام حتى جاء داروين بـنظرية التطوّر ليُفزع العالم والكنيسة والأديان السماويّة كلها أنّ الإنسان قد يَحمل نفس التركيب البنائي للقرود، ومازالت المعركة محتدمة ضدّه حتى يومنا هذا.

عصور الظلامِ قد عصفت بكل دول العالم واستطاعت مُعظم الدول أن تلفظها وهِي الآن تعيش أزهى عصور الحضارة البشرية، فهل يحين أبداً دورنا في لفظ الظلام والنظر إلي المستقبل فكل الدول تنظر إلى مستقبلها ونحن العرب نعيش في وهمِ الماضي. فهل نستفيق أبداً! الناس يكرهون البرادعي ليس فقط لاتجاهاته الفكريّة، بل لأنهم عجزوا عن توليد مثله، كان مرسي يخطب لساعات عدة ويقوم البرادعي فقط بتغريدة علي تويتر ليختصر الخطاب في 140 حرفاً. أمثال البرادعي سيصرخون ويحاولون ثم سيختفون... ويسافرون إلي مجتمعاتٍ تُقدّرهم وتُقّدر أفكارهم كل الذي أخذوه من أوطانهم هو الإرهاب الفكريّ، ثم في يومٍ من الأيام ستكافئهم دول أخرى بجوائز سنعتبرها نحن رمزاً للخيانة والعمالة.


Nikolaus_Kopernikus
Nicolaus Copernicus
portrait from Town Hall in Thorn/Toruń - 1580


أراكم المرة القادمة...

الثلاثاء، 13 أغسطس 2013

الفتنة، القرضاوي، وأشياء أخرى

 كُنت قد قررت أن أتوقف عن التدوينِ لفترةٍ لتصفية ذهني ولقراءة بعضِ الكتب المهمة، لكن مجتمع الفيس بوك لم يّكف عن تناقل أخبار عن أمريكا والسيسي وقطر وأشياءٌ أخرى من هذا القبيل. يدّعي البعض أنه قَلباً وقالباً ضد أمريكا دون النظر إلي المُعطيات ودون دراسة الموقف بطريقةٍ سليمةٍ تضمن سلامة الوطن في ظل الوضعِ الحاليّ الراكد الذي تعيشه مصر منذ بضع سنين والذي يجعله يقع في المصيدة وليخدم مصالحها. ورغم أن الموقف لا يستدعي جُنوناً من كلا الطرفين إلا أن الطرفين لَم يكفى عن تبادل الاتهامات وذلك بعد أن قام بعض الخونة بتصرفٍ غير مسؤول هؤلاء الخونة اسموا أنفسهم بـ’’علماء ضد الانقلاب‘‘ ودعوا إلي فتح باب التطوع لجيش حرٍ بقيادة شُرفاء من الجيشِ المصريّ.

1005381_574801579228876_1736582648_n


أرى سِيناريو سوريّا يتكرر أمامي، أتذكر جيّداً ذلك اليوم الذي قرّرت فِيه الولايات المتحدة الأمريكية تسليح المُعارضة السوريّة وفي اليوم الذي تلا ذلك القرار –قرار الولايات المتحدة الأمريكية بتسليح المُعارضة السُوريّة- صدر بيانٌ لرابطة علماء المُسلمين أيدوا فيه المُعارضة المسّلحة وكأنهم كانوا ينتظرون الضوء الأخضر من الولايات المُتحدة الأمريكيّة، ربما نستطيعُ حقاً أن نُسّلم بذلك لأنّه من كان على رأسهم هو يوسف القرضاوي؛ القرضاوي هذا الذي ناشد أمريكا بأن تقف وقفةً لله وقفة مع الحق! القرضاوي اسمٌ تحوطه الكثير من الشٌبهاتِ؛ ولأن الفتنة لها علمائها فالقرضاوي هو إخوانيّ أصيل تعّرض للاعتقالات أكثر من مرة في شبابه لانتمائه لجماعة الإخوان المسلمين وعرض عليّه أكثر من مرةٍ منصب المُرشد لكنّه رفض وكان يحضر مؤتمرات التنظيمُ الدوليّ للإخوانِ المُسلمين كمُمثلٍ عن قطر.

7akhaaam010508p1
صُورٌ تداولتها بعض الصحف والنشطاء


السؤال الذي يراودني حقاً: هل يجوز الاستقواء بالمشركِين علي المسلمين؟ بحثت وبحثتُ وسرعان ما وجدت أنّه لا تجوز الاستعانة بالحربيين ومن الطريف في الأمر أن القرضاوي أمام المُتناقِضات فقد أفَتى بجواز الاستعانة بالناتُو في ليبيا إلا أنه بعد فترةٍ وجيزة غرّد بتغريدةٍ بتاريخ 28 نوفمبر 2012 وأفتى بعدم جواز الاستقواء بالخارج:

 والتفسير الوحيد لهّذِه التغريدة أنّها كانت تخدم مصلحة الرئيس المعزول محمد مرسي فقد أفّتى بها في وقت تفاقم الأوضاع في مصر عند إعلان الرئيس المعزول الإعلان الدستوريّ الشهير. دعونا نتغاضى عن كل هذا، ولنتأمل قليلاً موقف القرضاوي من القواعد الجويّة وأشهرها (العُدَيِّد) التي تعد أكبر قاعدة أمريكيّة في المنطقة والتي كانت تنطلق منها الطائرات والصواريخ الأمريكية في حرب العراق والتي تبعد عن منزله –القرضاوي- في الدوحة عدة كيلو متراتٍ فقط. ماذا فعل القرضاوي في هذا الموضوع؟ هل تعلم عزيزي القَارئ أن القرضاوي هذا أنكر تلك القواعد التي اعترفت بها أمريكا! نعم، فعلها وسيفعلها مُجدداً إن جاءت فرصة أخرى، فكيف لشيخ مثله أن ينكر فضل قطر عليّه فمن يُنكر فضل أحد عليّه إنما يُصبح جاحداً تُلاحقه اللعنات إلى الأبد.


040818-F-4884R-024
صورة لقاعدة العُدَيّد الأمريكيّة في قَطر

17840740يُناقش الكاتبان جورج مالبرونو وكريستيان شينو في كتابهما الذي صدر في باريس أوائل شهر مارس الماضي ويُزيٍحان فيه الستار عن تفاصيل محاولات قطر شراء الفيتو الروسي وفي حوارٍ معهما –الكاتبان- أن الكتاب يشرح كيف أن القطريّون أشتروا مركز كليبر أكبر مركز مؤتمراتٍ في فرنسا بسعرٍ يفوقُ سعره الأصليّ بـ50 مليون يورو. هذا الكِتاب الذي يؤكد كاتبيّه علي محاولات قطر المُتكررة للهَيّمنة علي المنطقة من خلال الأنظمة الجديدة التي توَّلدها الثورات والأمثلة حاضرة في ليبيا وفي سوريّا في الدعم الهائل الذي خصصَّته لتسليح المُعارضة السُوريّة والدفاع المستميت عن نظام مرسي المعزول. ولأن الهيمنة القطريَّة تكمن باستغلال ثرائها الفاحش في شراء مراكز تضمن لها السيادة والهَيّمنة في العالم حيث تملك قطر أصولاً حول العالم تصل إلي 60 مليار يورو وفي أكثر من 39 بلداً حول العالم.



أمامنا مُنحنى خطير مع تصاعد الدعوات لإنشاءِ جيشٍ حر أن ننظر إلي حال سوريّا ونتوقف عن نبرة ’’مصر مش سوريا‘‘ لأننا نعلم جيّداً أن هذا هراء وأنّه قيل من قبلها قُبيَّل الثورة المصريّة ’’مصر مش تونس‘‘ وبعدها ’’ليبيا ليست مصر‘‘ وبعدها ’’سوريا ليست ليبيا أو تونس أو مصر‘‘، دعونا نعقلها قبل فوات الأوان! فقد فرح المؤيَّدون عندما سمعوا شائعة انقسام الجيش الثاني الميداني فهل يراهنون علي انقساماتٍ وانشقاقاتٍ في الجيش المصريّ؟! فلقد كبَّرت منصة رابعة العدويّة عندما سمعت عن قدوم بارجة أمريكيَّة قُرب البحر المتوسط.  لمن يُكبَّرون؟ لأمريكا؟!

كتب ميشيل سودوفسكي باحث أمريكيّ في الاقتصاد والعولمة مقال منذ عام في جُلوبال رِيسِيرش يتحدث فيه عن سيناريو السلفادور الذى طبَّقه جون نجروبونتي على العراق عام 2004 مع من يُسمى روبرت ستيفن فورد؛ وهو سفير الوِلايات المتّحدة في سوريّا عام 2011... قُبيَّل بدء المُقاومة المسلحة ضد بشار الأسد. إذاً ما هو سيناريو السلفادور؟ يقول صاحب المقال هو ببساطة عمليات قتلٍ جماعيّ تقوم بها فرق موت تسببت في قتل ما يقرب من 75 ألف من السلفادور. كان نجروبونتي سفير أمريكا في الهندوراس عام 1981 وقد ثبت أنّه أشرف من هناك على تدريب وتمويل مُرتزقة تُسمى الكُونترا. بعد هذا أصبح نجروبونتى سفيراً في العراق ومهمته كانت ببساطة تطبيق سيناريو السلفادور في العراق. ويبدو أن خبرة نجروبونتى انتقلت إلى صديقنا ستيفن فورد الذى قرر تطبَيق نفس السيناريو في سُوريّا. فعلى سبيل المثال حادث الحولة الشنيع... كاتب المقال يُؤَّكد أن حكومة الأسد لم تنفَّذ هذه العملية وإن هناك سيل هائل من الصور والأخبار المزَّيفة، بينما فرق القتل المُدرَّبة هي من فعلت هذا. أي أن الحُكومة السُوريّة تتلقى اللوم على عمليَّاتٍ وحشية قامت بِها فرق القتل التي تُموًّلها الولايات المُتّحِدة الأمريكيّة، والمُتَّهم الرئيس في هذا هو روبرت ستيفن فورد. ولا ننسى – علي حسب قول كاتب المقال – إن رئيس المُخابرات المركزية الذى عيًّنه أوُباما هو الجنرال ديفيد بترايوس الذى من قام بإمدَاد المعارضة السُوريّة بالسلاح؛ وهو الذي يُؤمن هو الآخر مثله مثل فورد بسِيناريو السلفادور. بإختصار الجنرالات ابتكروا اللعبة في السلفادور... وأعادوا الكرَّة في العراق... وعندما حان دور سُوريّا كانوا قد احترفوها. أنا لن أقول أن حوادث القتل التي حدثت أمام الحرس الجمهوريّ كانت من تنفيذ فرق الموت لكني أحذَّر من هذا السيناريو الذَي سننجَّر له مع تصاعد الدعاوي لفض اعتصام رابعة العدوية.

حافظوا علي مصر من شيوخ الفتنة هم من سيقرؤون فتواهم بوجوب الجهاد بعد أن يعدهم الناتو بتسليح المُعارضة، ساعتها فقط اعلموا أنّها أول خطوات الهلاك. هم من أعطوا الغطاء للتكفيرين ولذلك لن يسمح هؤلاء –التكفيرين- بسحب غِطائهم السياسيّ، وهذا هُو التفسير الوحيد للتفجيرات التي تحدث في سيّناء فمُرسي أعطاهم الغطاء بينما قام الجيش باختيار الحل العسكريّ، وأخيراً تذكروا أن من سيدعو إلي الحرب أول من سيهاجر خارج البلاد.


أراكم المرة القادمة...

[1]:رابط التَغريدة: هنا
[2]:مُترجم لمقال مِيشيل سُودوفسكي من هنا

الثلاثاء، 6 أغسطس 2013

أمريكا تريدها إسلامية

قال لي وقد بدت العصبية في كلامه: ’’أمريكا لا تريد للدولة الإسلامية أن تقوم في مصر! أنظر كيف تهاب قياداتهم تنظيمات الجهاد.‘‘ فضحكت فأستطرد قائلاً: ’’أمريكا تعلم إنه لو قامت الدولَة الإسلامية في مصر، هذا يعني نهاية أمريكا‘‘ ثم ابتسم وقال ’’ولأنك ليبرالي حقير، لا تعرف شيئاً عن الإسلام تستنكر هذا فأمريكا بالنسبة إليك الأب والابن وروح القُدس.‘‘. رددت عليه قائلاً بما أننّي ذلك الليبراليِ الحقير الذي يعتبر أمريكا هي الأب والابن وروح القُدس بالنسبة إليّ دعني أعرفّك بها. إن أمريكا عزيزي تريد مصر إسلاميّة، ششت، دعني أكمل كلامي... لم أقاطعك فاحترمني وأحترم آداب الإسلام التي كنت تحدثني عنها من ثوانٍ، أمريكا هي أكثر الدول استفادة من الدول الإسلامية، تنظيم القاعدة، طالبان كانوا أهم المكاسب الأمريكيّة، تعال معي أفتح عقلك المنغلق علي أساطير الخلافة الإسلاميّة والحلم الكاذب الذي تغنّيت بيه طوال هذه المدة، وافتح عقلك علي حقائق لن يستوعبها عقلٌ مثل عقلك بمُفرده.

هل تعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تكن قادرة علي محو كل الإرهابين دُعاة الخِلافة الإسلامية وقتلهم جميعاً من أجل الحفاظ علي نفسها من هجماتهم المُتكررة؟ هل تعتقد أن أمريكا حقاً عجزت عن إيجادهم وإيجاد قياداتهم؟ كم أنت ساذجٌ عزيزي، هناك قناةٌ تدعى الجزيرة، أتعرفها وصلت إليهم وأجرت لقاءاتٍ عدة مع قياداتهم. ألم تسأل نفسك سؤالاً بسيطاً لماذا لم ينظّم السي آي أيه مُراسلاً لطيفاً وسيماً ليجري حواراً معهم ويدس في أحدهم إحدى شرائح التتبع اللطيفة. أعجزت السي آي أيه حقاً عن دس شريحة تتبع أو تجنيد أحدهم ليتطوع في التنظيم ويصبح عينهم فيه؟ أعجز المُوساد عن دس شريحة تتبع في كرسيّ الشيخ أحمد ياسين؟

أوه، لا، أعلم أن أفكارك مشوّشة الآن، دعني أُكمل تنظيف مخك من الهراء الذي خدعوك به في صغرك، وربما أنشدوا لك الأناشيد قبل نومك طوال فترة طفولتك، شكّلوا عقلك في فترة طفولتك لكن الآن نما لك عقلاً فلتستخدمه، ابق في حالة النُكران التي أرها في عينيّكَ الآن إلي أن تقوم الساعة. أوه، ربما أمريكا تخاف من الغضب الشعبيّ الذي سيحدث لو أنها فعلت فعلتها -محو كل الإرهابين دعاة الخلافة الإسلامية من علي الخريطة- ، دعني أعود مرة أخرى للشيخِ القعيد، ماذا حدث بعد اغتياله؟ هل أعلن العرب الزحف لإسرائيل؟ بالطبع لا، عدة مظاهرات هنا وهناك، بعض العمليات الانتحارية وبمرور الأيام طوت ذاكرة التاريخ صفحته وربما لم تعد تسمع اسمه في خطبِ المساجد.

بن لادن، أتعرفُ كم سمعتُ عنه الأساطيرَ في صِغري؟ أنّه صلاح الدين هذا العصر، وهتفتُ في مظاهراتٍ في الابتدائية، وساعدتُ في حرقت العلمَ الإسرائيليّ، وكُنتُ سعيداً بذلك، أحسستُ ساعتها أنني بطلٌ، وحين أنظرُ إلي نفسي الآن أتعجبُ هل حققتُ انتصاراً هكذا؟ أم شاركتُ في مهزلةٍ تاريخية تقتصرُ القضية في العلم الإسرائيليّ كم كُنتُ ساذجاً ساعتها! وربما أمعِنُ التفكير في الرجل العنكبوت المصريّ الآن هل تذكرونه؟ ذلك الشاب الذي تسلق المبنى ليُنزل العلم الأمريكيّ من علي السفارة، أعتقدُ أنّك اعتبرته انتصاراً، وربما لو كانَ هذا الشابَ إسلامياً لساعدَ بشدة أحزاب التيارات الدينية في معركتها الانتخابية في البرلمان.
دعني أعودُ بك إلي بن لادن، بن لادن الذي يُعدُ أسطورة الإسلام تلقى أموال الربا، نعم جاهدَ بأموالِ الربا، وليست فقط أموال رباً من بلدٍ عربيّ لا، تلق أموال الربا من أمريكا! نعم يا سادة فعلها، لا تتفوه بكلمة إن الله غفورٌ رحيم، تلق بن لادن دعماً ماليّ من أمريكا في جهاده ضد السُوفييت، وفي حِوارٍ مع لاري كينج علي السي أن أن:

بندر بن سُلطان: ومن المُفارقات، لو تتذكر... في الثمانينات... نحنُ والولايات المتحدة الأمريكيّة كُنّا نُدعم المُجاهِدين لتحرير أفغانستان من السُوفييت وجاء بن لادن ليَشكُرني علي جهودي الرامية في جلب الأمريكان ليُساعدونا ضد المُلحدين، أليست من المُفارقات؟
لاري كينج: يا للسُخرية، بمعنىً آخر، جاء ليشكرك علي جلبِ الأمريكان لمُساعدته.
بندر بن سُلطان: نعم! 1
’’أنتَ تَكذب!‘‘، ابتسمتُ واستطردتُ قائلاً: إنه النُكران عزيزي! لكن، دعّني أتغاضى عن ذلكَ وأقولُ لك إن أمريكا كانت أكثرَ الدولِ استفادةً من بن لادن وأعوانه، تَظُنني ساذجاً الآن وأرى الضحكة ترتسمُ شيئاً فشيئاً علي وجهك، دعنا نتحدث عن أحداثِ الحادي عشر من سبتمبر كُنتُ ساذجاً ساعتها وهتفتُ مع القطيع لبِن لادن، نعم، هو أصبح في نظري صلاحُ الدين هذا العصر بلا مُنازعٍ. إنها علاماتُ النصر، لقد تحققت أخيراً دعواتُ المسلمين الذي ظل يُرددها لسنين وسنين، لكنّي كُنتُ أحمقاً فعندما كبرتُ ونما لي عقلاً وأصبحتُ أطالعُ الكُتبَ اكتشفتُ أننا قد خُدعنا، لأن أحداث الحادي عشر من سبتمبر كانت أكبر غطاءٍ لأمريكا منذ عقود. تلك الأحداث أعطت لأمريكا غطاءً شعبياً لغزو العراق بجانب التخوف من حيازة العراق لأسلحة نووية، وأعطت غطاء شعبي لترحيل أكثر من 10 آلاف عربي أمريكي، كما أنها ساعدت علي نشر الكراهية التمييز ضد المُسلمين في أمريكا.

أمريكا تُريدها إسلامية لأن الإسلاميين مشغولون بالوصولِ إلي السلطة دون أن يُهّيئوا أنفسهم لها2، فوصولِ الإسلاميين علي شاكلتهم هذه أفضل ما يُمكن أن تتمناهُ أمريكا، تخبط وتخبط واختصارٌ للدولة في قضايا    مثل الحجاب والنقاب وتساؤل ما إن كان العلم الدنيوي أفضل أم الديني؟ وما إن كان يجبُ عليهم –الإسلاميين- أن يساندوا أمريكا في حربها علي إيران. أن يُكمموا أفواه الليبراليين والعلمانيين والاشتراكيين والشيوعيين ويُسخروا المساجد للدعوة إليهم، والدعاء للإرهابيين في سيناء أن يعينهم الله في تفجير سفارة تتخذها أمريكا سبباً لغزو دولة عربية وتُزيدُ الحقد والكراهية علي الإسلام والمسلمين بدلاً من أن يقوموا بتفجير معسكر للجيش الإسرائيلي أو الأمريكي المُنتشرة في جميع الدول العربية إلا ما رحمَ ربي.

إذا كانوا مُجاهدين حقاً لِم ينسفون سفارة ومباني في عُزّل وأفرادٌ من الجيشِ المصري لو أنهم بهذه الشجاعة فلينطلقوا ليتسللو إلي الأنفاق إلي فلسطين ثم منها إلي إسرائيل ويقتلوا جُندياً واثنين. أم هم بارعون حقاً في خطف الجنود المصريين والاتصال بالرئيس المسلم الذي سيحافظ علي حياتهم وحياة المُختطِفين، وأخيراً إذا كانت فترة مُرسي كانت فيها مصر إسلامية بأمن سيناء الذي يحفظ سلامة إسرائيل، فإذاً أمريكا تُريدها إسلامية. ولا أستبعد أن ينزل أوباما لإشارة رابعة ليصيح مع الموجودين هناك: ’’إسلامية... إسلامية!‘‘ ولتشتعل منصة رابعة كما اشتعلت للفيزون من قبل لكن هذه المرة: ’’يا أوباما قلت إيه... مرسي رئيس لا يُعلى عليه.‘‘
فما كان من صاحبنا إلا أن نظر إليّ وقام من مجلسه وغادر المكان دون إلقاء السلام وخرج وهو يُتمتم ’’ربنا يهديك!‘‘

AmericaIslam
ملحوظة تم معالجة الموضوع علي هيئة حوار.


أراكم المرة القادمة...

1: مترجم لحوار لاري كينج مع الأمير بندر بن سُلطان من هُنا
2: من كلمات الشيخ: محمد الغزالي.