المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠١٨

رسالة - 8#

صورة
عزيزتي، نتأرجحُ في هذه الفانيةِ بين السعادة والألم، بين اليسرِ والعسر، بين الحياة والموتِ، لتمضي أيامنا كالسائر نحو الزمانِ وفي خطواتنا الزمن. نمضي جرحى وفي خطانا الأيامُ، حاضرنا هو وجهتنا وماضينا طعنات في ظهورنا، نحمله على أكتافنا مع ما تبقى من حطام أجسادنا، لنخطو خطواتٍ تكادُ تكون الأخيرة، نلتفتُ حولنا لا نرى سوى مخاوفنا، رماد ذكرياتنا، ودموع ماضينا. خطوة تلو الأخرى لا مفر، هذا العالمُ قاسٍ حتى في الأحلام، فحتى حينما نحلم تقتلنا أحلامنا، تقتلنا رغبتنا في جعل حياتنا أفضل، تدمرنا رغبتنا في مطاردة السعادة، فيصبحُ سعينا للسعادةَ مصدرًا للألم. هذا العالمُ كاذبٌ واهمٌ، يكذبُ حتى في إيمانه، يكذبُ في مشاعره وأحاسيسه، يكذبُ في كل ابتسامة، وكل طقس، يعشقُ المظاهر والنفاقْ، ينسالُ بين الخلقِ خيفةَ انفضاحه، فأصبح مجتمعًا مريضًا كاذبًا، كلُ تلك المظاهر وهمٌ، وفي باطن الباطن كلُ ضدٍ. يبدو أنّها تقترب؛ علامات النهاية، كما تعلمين نحن نتوجه إليّها في ثباتٍ وتأنٍ وبحركةٍ منتظمة وعلى إيقاعٍ رخيم. ستكون نهايتنا نهاية دراماتيكيّة سينمائيّة، حيث سيخترق صوت أجراس النهاية الأفق ونقف في لا مبا

رسالة - 7#

صورة
عزيزتي، مساءٌ آخر حزين، لا خيرَ فيه في شيءٍ، جُبت الطرقات لا أدري لماذا؟ عقلي لا يتوقف عن التفكير، وقلبي الذي أصبح منذ رحيلك مكسورًا، يتسارعُ ربما أصابني مرض ضغط الدمِ وأنا لا أدري، لكني أكملتُ المسير بلا هُدى، والذي ساعدني في ذلك هي شوارعُ القاهرةِ التي لا تنتهي...  أنظُر إلى هاتفي في انتظارُ، انتظار أُمٍ مكلومةٍ على ولدها المتوفي، هي تعلم بأنّه لن يرجع ولكنها تجلس على عتبة الباب بإصرارِ، في الماضي كُنت أتعجبُ لهؤلاء الحالمون الباحثين عن الآمال الضائعة، ولكني الآن أتفهمه... أعيشه في كل يوم  ويدفعني للقتال من أجلكِ كل ليلة وأتمنى لو أعلم أنّكِ بخيرٍ بأي طريقةٍ ممكنة.  أتعلمين كم أفتقدُك؟ أفتقدك كما قالَ إيهاب البشبيشيّ في إحدى قصائده...  «كأنكِ كفيَّ التي بُترت في صباي،  أُحس بها لم أزل، فأمُدُّ ذراعي.. لأقبضَ لا شيءَ إلَّا الأسى عصبًا مُستثارًا.  أَهُمُ ولا أستطيعُ الوصولَ إليكِ، كفاتنةٍ تَستَحِّمُ على نهر أُقصوصةٍ... قرأتها مُعلِّمةٌ حينَ كُنَّا صِغارًا.»  فماذا بعد كل هذا اليأس؟ يقولون «يأسٌ أكبر.». لا يا عزيزتي، ما بعدَ اليأس موتٌ بطيء، ما بعد اليأس

رسالة - 6#

صورة
عزيزتي، أكتبُ لكِ اليومَ وأنا على حافةِ الهاوية، على أعتابِ الجنونِ، قلبيِ يتسارعُ بلا توقفٍ وقريبًا سيصلُ إلى محطته النهائيّة حيثُ سيتوقف كما يتوقف كل شيءٍ في هذه الدنيا، وربما هو الحلُ النهائيُّ كي يتوقف كل هذا الألم. خطرتْ ببالي أفكارٌ عِدة، حلولٌ كلها ذهبت أدراج الرياحِ وأعتقدُ أن الحل الوحيدَ المتبقي هو أن أختفي من على هذا الوجود، ربما ينتهي هذا الألمُ وهذا الحزن، الحياةُ ليست عادلةٍ يا حبيبتي، لا تتركُ لنا فرصةً، تُكيل لنا بكل المكاييل وتُخْسِرُنا، هناك حقيقةٌ واحدةٌ في هذه الحياة هو أنني أحبك إلى حدِ الجنون، وربما صرتُ مجنونًا، والمؤسفُ في كل هذا أن المجانين لا يدركون أنّهم مجانين، وكذلكَ العقلاء، الإدراكُ يا عزيزتي نسبيٌّ متباين، يُقاسُ بعلمِ الشخصِ وخبراته وقدرته على الاحتكام لها. لهذا لا يُدركون مقدار حُبي لكِ، ولا يدركون شكلَ الحياةِ بدونكِ، وصدقًا أقولها إنني أصبحتُ أمقتُ الحياة التي لستِ بها، أكره الصباحَ وأنا أعلمُ أن أعينكِ لم يزورها اليوم. أبغضُ نفسي كل دقيقةٍ وثانية، كنتُ سببًا فيما تُعانينه، كُل هذا البؤسِ والحزن سببه، سببه أني أخبرتُك ذات ليلةٍ أنني أحببتُك

رسالة - 5#

صورة
عزيزتي، نحنُ نكتب لأن كلماتنا تُهِم، نكتُب كي نبقى وتبقى أحاسيسُنا ومشاعرنا. بين السطور قصصٌ وحكاياتٍ، تستشعرُ صدقها عندما تقرأها، تمُسُ كيانك، وتعبثُ بأفكارك، تُلقي بكَ في بحور من الذكرياتِ والأحلامِ والخيالاتِ التي تراودكَ من حينٍ لآخر، تضعُك حيثما ترغب سواءً؛ مصدِّقٌ أم مُكذِّب... هو خياركَ أنت. ما نستشفَّه من القراءة ادعاءٌ، ادعاء معرفةٍ، نقرأ التفاسيرَ فنأخذُ ما يحلو لنا وما يمكِّنُنا نحن فحسب، وندعي العدلَ ونؤمنُ به ونمارس الظلم بكافةِ أشكالهِ في الظلامِ حيث لن يرانا أحد، نمارسه على ما نملكه، ومن لا يملكُ الدفاع عن نفسه، بل ونبرّرُ لأنفسنا ذلك بقولنا: «حكمةً وصوابًا.»، لكننّا في الحقيقة وفي أعماقِ أعماقِ أنفسنا نعلمُ، نعلم أننا مُدعين! ندعي الإيمانَ ونفرضه، ونحين تشتدُ بنا الأمورَ ويتعلقُ الأمر بنا نُبدِّل هذا الإيمانَ بإيمانٍ آخر كنّا نعيبه البارحة، إيمانًا يستثني شخصنا. يدَّعي البعضُ في بلادنا، أنّه ليسَ منهم من لا يوقِّر كبيرهم، حجةٌ منهم كي يبقوا الصغار عمدًا تحتَ السيطرة، كي يجادلوا ولا يكشفُ الشبابُ ضيقَ أفقهم وسذاجةَ أفكارهم، ويتناسون بكل أريحيّة الرحمةُ والرأفة، ف