في أحد المقاهي يجلس أحمد يتصَّفح الجريدة في اهتمام...
من فرط المفاجأة وهول الموقف والخوف انطلقت السيارات أمام سيارة الإسعاف لتصدم بالقادمة من الاتجاه الآخر، منهم من ترك سيارته وهرب، السيدات احتمت بالمسجد! تحوّلت ساحة ميدان الحجاز إلى ساحة معركة ’’صراخ سيدات وأطفال‘‘ من كل مكان... وذلك الطفل الذي يركض ليحتمي وراء شجرة فدهسته سيارة تاكسي ولم تتوقف... وأكمل سائقها الطريق...
وإذا بالأصوات تتصاعد بين المارة الواقفين في ذهول: ’’الله عليكم، تسلم الأيادي، إخوان إرهابين!‘‘.
أكمل أحمد قراءته وأستكمل كل شخص عمله كأن شيئاً لم يكن، لا يذكر أحداً الصبيّ الذي دُهس، وكان أحمد على يقين أنه سيقرأ غداً في نفس المكان وفي نفس الجريدة وفي نفس الوقت تقريباً وهو يحتسي قهوته:
- تشرب إيه يا فندم؟يُكمل أحمد قراءة الجريدة منتظراً كوب القهوة لينطلق إلي عمله... وإذ فجأة دوى في الأرجاء صوت سيارة إسعاف تبعتها 4 سيارات جيب سوداء منزوعة الأرقام، راقب المشهد في عدم مبالاة ثم أخذ يستكمل عمود ’’فهمي هويدي‘‘... رمق في آخر الشارع شاباً ملتحٍ يقف بجانب السور بالشارع المقابل و يُخفي في جيبه شيئاً، يبدوا شكله مريباً بعض الشيء، يعبث في هاتفه النقال كأن كارثة على وشك الحدوث، لاحظ أحمد ساعتها أن سيارة الإسعاف قد توقفت من أثر الزحام وتصاعد صوتٌ من مكبر الصوت فيها ’’وسّع الطريق! وسّع الطريق!‘‘... ثم إنفتحت أبواب الجيب وخرج منها أشخاص في ملابس رسميّة تظنهم أشخاص مهمين إلا أن السماعات البيضاء اللولبية تبدد الظنون وتخبرك بأنهم مجر] حُراس شخصين – بودي جارد- وفي هذه اللحظة...
- هاتلي قهوة مظبوطة، وقلل السكر أوي...
- تأمر سيادتك بحاجة تانية؟
- لا، شكراً.
- أتفضل يا فندم، قهوتك!إلتفت أحمد ليتناول الكوب وألتقط الكوب بسرعة ليكمل مُتابعة الأحداث لكنّه رمق عينيّ الجرسون التي إتسعت في ذهول في اللحظة التي سمع الجميع طلقات رصاص تهز المقهى بأسره...
’’وسَّع الطريق! وسَّع الطريق!‘‘
- ’’تلاقيه راجل مهم تعبان، ولا حاجة!‘‘لكن المٌفاجأة الأكثر كانت، هدير طائرة هليكوبتر عسكريّة هبطت في الميدان الذي كان يعج بالسيارات فرّقتها بعض الطلقات ونُقل من في سيارة الإسعاف إلي الطائرة الهيلوكوبتر! أخذ الحُرّاس يبحثون عن شيء لكن أحمد استنتج أنهم يبحثون عن شخص ما ليلبَّسوه الليلة، انطلق منهم اثنان باتجاه المعهد العالي للدراسات النوعية حيث كان يقف صديقنا ذا اللحية المسكين!
هكذا قال الجرسون وأنصرف!
’’والله، معملت حاجة! حرام عليكم!‘‘
أكمل أحمد قراءته وأستكمل كل شخص عمله كأن شيئاً لم يكن، لا يذكر أحداً الصبيّ الذي دُهس، وكان أحمد على يقين أنه سيقرأ غداً في نفس المكان وفي نفس الجريدة وفي نفس الوقت تقريباً وهو يحتسي قهوته:
’’إحباط محاولة إرهابية إخوانية لقتل وزيراً ما، الوزير بخير، لكن الإرهابي قتل طفلاً التفاصيل ص 3،4.‘‘
أراكم المرة القادمة...