الجمعة، 23 يوليو 2021

لصباحٍ جديد...

لصباحٍ جديدٍ، لشعاع شمسٍ يتسّللُ عبر النافذة على وجهنا فنستيّقظ، لتصّدعاتٍ تملأ أرجاء المنزل... حادةٌ حين يسقط عليها ضوءُ النهار، تمر عليها أعيننا مرور الكرامِ، اعتادت عيوننا عليها، فأصبحت عاديّة.

نطوي الأيام كما نطويّ أوراق كتابٍ قرأناه مئاتِ المرات، نطويها ونكوّرها لسلةٍ كما نفعل مع مناديلِ السعالِ،ضوءُ القمر متوهّجٌ يدفعنا نحوه وبينهُ وبيننا حجاب؛ نهُم لنتجاوزه فيسقطُ القمرُ في الفراغِ وفي انعكاسِه على البحيّرة؛ ليسلَّم الراية لضوءِ النهارِ فيتعانقان مودعيّن بعضهم البعض كل ليلةٍ في الأفقِ، كما نراهم!

إنّ الحياةَ عجيبةٌ في تقديرها، فهي كالأرجوحة؛ نتأرجحُ في بين السعادةِ والحزنُ. نرى فيها الحاضر، وتعيدُ فينا في كل دورتها الماضي. البعضُ يصيبه الدوارُ فيسقط والآخرون صامدون فحسب حتى يصيبهم المصير. في كلِّ دورةٍ تفقدُ السعادةُ معناها وتقتلنا الذكريات. لكنّنا نستيقظ كل مرةٍ لصباحٍ جديدٍ، لشعاع شمسٍ يتسّللُ عبر النافذة على وجهنا فنستيّقظ، لتصّدعاتٍ تملأ أرجاء المنزل... حادةٌ حين يسقط عليها ضوءُ النهار، تمر عليها أعيننا مرور الكرامِ، اعتادت عيوننا عليها، فأصبحت عاديّة...

"تكرار حتى قيام الساعة..."


‘A la rencontre du plaisir’ by René Magritte


******


أراكم المرة القادمة...

الأربعاء، 7 يوليو 2021

ما لا تخبرك به لوغريتمات السوشيال ميديا

دعني أخبرك عن شيءٍ كصديقٍ، لا أعلمُ حقًّا ستتقبل ذلك الشيء أم لا، أو إن كنت في الأصل تعتبرني صديقًا، لا يَهُم! دعني أخبرك بدون دباجاتِ المقدماتِ التي يسترسل الكتابُ فيها، لجذب انتباهك وشراءُ تعاطفك نحو الكلامِ!

لن يخوض أحدٌ معاركك يا صديقي، حتى لو أوهموك بأن مشاعرك وضعفكَ شفيعٌ لك وبالإمكان أن تجهر بهم، لن يتلقّفك أحدٌ، فقدرك هو الاجتهاد والنجاح، فلن يقدّرك أحدٌ لشيء سوى نجاحك وقدرتك على المضي بحياتك قدمًا، لذا فلتسترجل يا صديقي وتدع عواطفك جانبًا وقاتل، كل ما غير ذلك أوهامٌ حداثيّة تهدف خلق متسع لآخرين على حسابك! لن يهتم أحدٌ بك ولن يحُبك أحد ضعيفًا، فالقويُّ الناجح هو الذي يلتف حوله الناس. كن رجلًا وقاتل، البكاء للضعفاء! أمّا مع أحبائك فهم ملاذك ومفرك من كل الدنيا فكن طيّبًا حنونًا محبًّا تستطيع أن تسقط بينهم وبين أحضانهم وتبكي وتزرف الدموع، هم وهنَّ سكينتَك الذي أخبرنا المولى عنها: «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ»، فأحسن يا صديقي وكن في حياتك عنوانًا للعطف والحنان اللا محدود، واعلم أن العالمُ لا يدور حولك فحسب، العالمُ يا صديقي مزرٍ قميء! ولا يستحقُ أحدٌ أبدًا! وفكِّر! هل نستحق الحياة؟

الإنسانُ دائمًا وأبدًا يُولد برغبته الأنانيّة، وحسٍ أنانيٍّ في أستحقاق الحياةِ وذاتيّةٍ تدفعه للشعور بأنّه متميِّزٌ وأنّه يستحق الحياةَ وكل شيءٍ أكثر من أي أحدٍ حوله، والحقيقةُ الواقعةُ يا عزيزي أن القول بأننّا نستحقُ الحياة شيءٍ نرجسيٍّ! لأنّ الحقيقة أنّنا محظوظين بفرصنا في أن نعيش – وللهِ الحمدُ والمنّةِ -، وأنا وأنتَ يا صديقي لا نستحقُ شيئًا سوى ما نُقدِّمه ونجني ثماره ونجتهدُ في تحقيقه.

واعلم يا صديقي أن الدنيا زائلة وأن مصائرنا في النهايةِ في قبورٍ تضمنا، وفي أحبابٍ يقدِّروننا ونقدرهم، ولن يهم شيء في حيواتنا سوى إرثنا الذي نتركه محبَّةً وجلدًا، وأنا أعلمُ يا صديقي أن الدنيا صعبة وأن المصاعب والضيق يجابهك من كل حدبٍ وصوب لكنّه في النهاية أيضًا ليس سببًا لا لعصبية أو تشدُّدٍ، ففي النهاية أنت تعطي ولا تسأل مقابلًا، تفعل ما يفعله الرجل وهو القتال... والمجد لك مهما حاول الجميع رسمك في إطار الشيطنة والادعاءات الباطلة الكاذبة.

وهذا ما لا تخبرك به لوغريتمات السوشيال ميديا! 

By: Jill Clark


******


أراكم المرة القادمة...