الاثنين، 30 سبتمبر 2013

في مسألة الاقتصاد

تقديم: هناك طبقة في المجتمع المصري تعيش علي جسدها أو بالأحرى علي قوتها الجسدية –عمال اليومية- تلك الطبقات التي تشير إليها الشيوعية بمصطلح ’’بروليتاريا ‘‘. عندما تحدث اليوناني أفلاطون عن يوتوبياته في كتاب (الجمهورية) التي يُشار إليها على أنها ’’الاشتراكية الأولى‘‘؛ تخيّل المجتمع مدينة فاضلة تختفي منها الفروق والظلم الاجتماعي وتختفي منها الملكية الخاصة، إلا أن أفلاطون هو والمصلحون من فلاسفة عصره وقعوا في فخ عدم القدرة علي حل المشكلة وانتهوا بوضع الأمل في مدن فاضلة أبعد ما يكون إليه الواقع.

ظهر مصطلح بروليتاريا لأول مرة في القرن التاسع عشر في أدبيات الشيوعية علي أنه مصطلح سيطلق علي الطبقة التي سيهلكها الصراع الرأسمالي والنهج الاحتكاري الذي ستقوم مثل تلك الشركات بإتباعه وسيكون نتيجة تلك هي قيامها علي أجساد الطبقة البروليتارية ويتوقع كارل ماركس أنه سيقع علي عاتق هذه الطبقة تحرير المجتمع من الرأسمالية. وبما أن الرأسمالية هي مجرد نتيجة للثورات الصناعية والذي أدى بعد ذلك إلي نشوء الإمبريالية الاستعمارية العسكرية وقيام الحروب من أجل السيطرة علي موارد تلك البلاد والأهم هو التحكم في أسواق تلك البلدان فإن الرأسمالية مصطلح منبوذ مجتمعيَّاً وذلك لعدة مآخذ مثل أين تذهب الثورة المنتجة؟ والقرار السياسي بين الحكومة وأصحاب الثروات ورؤوس الأموال؟ الطبقات المُهًّمشة والدعم وما إلي ذلك من أشياء تساعد الأغنياء علي ازدياد غناهم علي حساب الطبقات الفقيرة.

أما علي الجانب الآخر تقف الاشتراكية بنظرتها التي تقوم علي عكس الرأسمالية فرأس المال مملوك للدولة ولمن يريد المساهمة من المساهمين الصغار بينما علي الجانب الأكبر يكون رأس المال للفئة التي تملك الطائل من الأموال وتأخذ الأرباح بعد اقتطاع الدولة للضرائب ولمرتبات العمال الضئيلة نسبياً بينما يقتطع الرأسمالين الأرباح كلها وحدهم علي عكس الاشتراكية التي يكون الربح فيها للدولة في المقام الأول ثم المساهمين الصغار، لكن أساس مشكلة الرأسمالية هو فرض سياسات معينة في أغلب الأحيان تكون احتكارية وتحكميّة للأسعار، كل ذلك لا يعني شيطنة الرأسمالية فبتدخل بسيط كما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية في 1933 عندما تدخلت الحكومة لتحفظ حقوق العمال بعد ظهورهم كفئة انتخابية لا بأس بها وأهتمت بصياغة القوانين ذات البعد الاجتماعي ومحاربة البطالة والاتجاه للإصلاح التعليمي والتأمين الصحي.

هذا لا يعني بأن الاشتراكية هي الملاك المنقذ فهي مليئة بالعيوب هي الأخرى، فضعف الحافز يؤدي إلي كسل الدولة في تحديث منظوماتها كما أن النظام الاشتراكي يفتقد إلي الحس التنافسي للسلع والتسويق الخارجي أيضاً وكما أنه يفتقد إلي كفائية التخطيط المركزي، كما أن الفساد الإداري المؤسسي وامتلاك الدولة للنصيب الأكبر من رؤوس الأموال قد يؤدي إلي انهيار منظومات صناعية بأكملها وفي غياب الحافز يؤدي إلي التراخي الروتيني المتجلي والواضح في منشئاتنا الحكومية والذي يعاني منه جميع أفراد الشعب حتى الآن، ونماذج الفشل الاشتراكي تتحدث عن نفسها وتحول تلك الدول إلى الرأسمالية.

عندما أرادت مصر الاقتراض من البنك الدولي عدة مليارات، لم تكن أمريكا أو الدول المساهمة في البنك الدولي في حالة مؤامرة علي مصر ولم ترفض القرض ولكنّها اشترطت تقليل الدعم، فالولايات المتحدة الأمريكية باقتصادها المتحكم في الاقتصاد العالميّ واحتمالية إفلاسها التي تقترب من الصفر لا تريد إلا جعل نفسها نموذج رأسمالي يحتذى به، لذا فعندما يطلب البنك الدولي ’’سياسة تقشف‘‘ فإنما يريد به إيقاف الدعم وإرساء مبادئ الرأسمالية حتى ينهض اقتصاد مثل تلك البلدان ثم بعد ذلك تهتم بإصلاحات اجتماعية للطبقات البروليتارية . وبهذا تحقق الولايات المتحدة هدفها وهو جعل النهضة في مصر رأسمالية أمريكية. ولا بأس ببعض السياسات الرأسمالية التي تضمن بها بعض المقاصد السياسية.

مصر لها تجارب مريرة مع الرأسمالية، ابتداءً من محمد علي باشا الذي قام بتوزيع من الأراضي ما يتراوح بين 350 – 750 فداناً بسبب الضغط الخارجي والأزمة الاقتصادية في نظام سميّ لاحقاً بنظام العهدة والذي استفادت منه الطبقات العليا والتي شكلت بعد ذلك طبقة جديدة من مُلاكي الأراضي واتسعت بعد ذلك لتشمل العمدة الذي أوجده الخديوي إسماعيل ثم من بعد ذلك شيوخ البلدان. إلا أن كثيراً من النقاد يعتبر رأسمالية محمد علي بأنها رأسمالية بدون رأسماليين. وبعد وفاة عبد الناصر وتقريباً في أوائل عام 1971 أنطلق سيل من القوانين والدعاوي للاستثمار بأموال عربية وأجنبية منها من كان بقصدٍ احتكاريّ مثل إلغاء قرارات سابقة بفك قيود التصدير للقطاع الخاص. أما انتهاءً في عصر مبارك فانتشر النهج الاحتكاري علي أشد ما كان وارتفعت من نبرة الدولة وترويجها للخصخصة علي أنها الحل الأمثل لجميع المشاكل التي تمر بها البلاد، والجدير بالذكر أن عدد المصانع التي أنشئت منذ عام 1983 إلي عام 2008 بلغ أكثر من 2188 مصنعاً باستثمارات تتجاوز الـ4 مليارات دولاراً إلى أنها لم تستخدم سوى 216 ألف عامل منذ عام 1983.

وأخيراً، إن مستخدمو مصطلح العدالة الاجتماعية في عصر مبارك كان من باب تجنب غضب السلطات ويستخدمونها ككناية عن الدكتاتورية، وأشترك في تسويقه الاشتراكين والرأسمالين معاً، فالرأسمالين يستخدمونها بدلاً عن ’’المساواة‘‘، والاشتراكيين يستخدمونها ’’كشعار للمساوة بين مجتمعاتهم وبقية المجتمع الرأسمالي. مشكلة الحديث عن العدالة الاجتماعية هي أنها كلمة فضفاضة تحمل تحتها العديد من المصطلحات التي تجعله ينتهي إلي اختزاله إلى حسنة تمّن الدولة بها علي شعوبها. وهكذا تظل معاناة طبقة البروليتاريا تتأرجح بين الرأسمالية والإشتراكية تدور في حلقة مفرغة آملة في يومٍ من الأيام أن تحدث معجزة تغير الواقع الأليم.
يتاجر معظم الساسة بمصطلحات العدالة الاجتماعية ورعاية الطبقات المهمشة والطبقات البروليتارية ويستغلون ’’تعدد التعريفات‘‘ في الخطاب السياسي الموجه للفقراء، المصطلحات جذابة ولها وقع رائع علي الآذان، وحين تستحث الجانب الأخلاقي لديهم يستشهدون بالمقولة الشهيرة لـ(روس بيروت): ’’الحرب لها قوانين، ومصارعة الطين لها قوانين... أمّا السياسية فلا قوانين لها‘‘.

capitalism-socialism

أراكم المرة القادمة...

الخميس، 26 سبتمبر 2013

الفن المُغتصب

هناك فنون شتى ودروب لإفساد الفنون ويظهر ذلك في معظم الفنون وفي الدول أجمع، من الموسيقى مروراً بالتمثيل وحتى الرسم لكن الفن الذي عانى ويعاني من الإفساد والاغتصاب هو فن جميل لا يعتبره مفسدوه سوى لعبة يتناوبون علي اغتصابها خاصة في الوطن العربي، إن حديثنا اليوم هو حديث عن الفن المُغتَّصب وهو فن التصوير الفوتوغرافي. الفن الذي بدأ نظرياً بميلاد أول كاميرا في عشرينيات القرن التاسع عشر واستمرت بالتطور علي يد كثير من المُخترعين ابتداءً بالفرنسيّ نيباس والذي نجح في اختراعه لها عام 1822 قام بتفكيكها في محاولة منه لنسخة لها ولم يستطع تجميعها بعد ذلك إلا أنه في عام 1825 نجح أخيراً في إعادة إنتاجها. وتطورت بعد ذلك علي يد كثير من المخترعين ابتداءاً بـلويس دورير والذي من المدهش أن التصوير الفوتوغرافي لم يعرف سوى (المونوكروم: الأبيض والأسود) حتى عام 1908 على يد الحائز علي نوبل جابرئيل ليبمان.

واستمر التطور الهائل حتى عام 1963 حيث ظهر إلي النور التصوير الفوري علي يد شركة بولارويد وتوسع الفن توسعاً هائلاً متأخراً بميلاد التصوير الرقمي عام 1981 علي يد شركة سوني ولم تكن كاميرا شركة سوني رقمية بشكلٍ كامل إلى أن أطلقت كوداك أول كاميرا رقمية عام 1991 وأخذ التطور يدخل طريقاً غير مسبوقاً إلي وقتنا الحالي.
في بادئ الأمر كان هذا الفن يلاقي حرباً شعواء من النقاد حتى أصبح مقبولاً في عشرينيات القرن العشرين وذلك بعد انتشار المعارض في الولايات المتحدة الأمريكيّة علي أيدي أمثال إدوارد ستينشين وألفريد إستيليزد وغيرهم الذي أمضوا سنين يفي بناء مفهوم التصوير الفوتوغرافي كفن جميل والذي في ذلك الوقت كان يتعرض إلي نقد شنيع ولم يلق قبولاً بين العوام ومع الوقت أنشأ صديقينا المغواران حركة اسموها ’’البكشوريزم: إتجاه تصويري ذا الطابع الحالم الرومانسي وكان سائداً في القرنين التاسع عشر والعشرون‘‘ تبع تلك الحركة حركة أخرى لي يد إدوارد ويستون وأنزيل آدم واسموها ’’المجموعة ف/64: كإتجاه تصويري قائم علي ذاته ولا يعتمد علي فنون أخرى‘‘.

ورغم كل ذلك العناء الذي تكبده أوائل مؤسسي الفن إلي أنهم لم يفلحوا في مرادهم بالشكل الذي أرادوه واستمرت الحرب عليهم لكن مع مرور والوقت واضطرار المصورون الفوتوغرافيون إلي إضفاء الجانب الجمالي والخواص التي تجذب المشاهدين استطاع الفن الوقوف أخيراً علي قدميّه بعد مشوارٍ طويل لكسب الجمهور ونيل رضى واستحسان الناس والمجتمع بتلك الصورة التي نراها الآن في العالم وأصبح للمصورين جمهوراً يرغب في شراء الصور ويدفع الألوف نظير شرائها ولكن الحدث الأكبر في تاريخ التصوير الفوتوغرافي هو الحدث الذي شهدته لندن في فبراير 2006 حيث بيعت الصورة ’’99 Cent II Diptychon‘‘ كأغلى صورة في العالم بمبلغ 3,346,456 دولاراً أمريكيّا والشاري كان مجهولاً!

99_cent_II,_diptychon_-_Photo_courtesy_of_Sotheby's
إلا أنه بعد التطور التكنولوجي الرهيب وانتشار شبكات التواصل الاجتماعي يتعرض التصوير الفوتوغرافي لمشكلة فالحصول علي كاميرا أصبح سهلاً وأصبح رخيصاً عن أي وقتٍ مضى وأيضاً انتشار الكاميرات في الهواتف النقالة أصبح يهدد الفنانين الفوتوغرافيين لأن كل شخص يحمل كاميرا أصبح يطلق علي نفسه مصوراً ويصنع لنفسه صفحة علي الفيس بوك باسمه ملحقة في آخرها بـ’’Photography‘‘، مما أصبح إفساداً للتصوير وللمصورين الحقيقين الذي يحاولون حقاً أن يُعلوا من الفن ويبعدوا عنه المدعيين، ويخطرون بحياتهم حقاً لإخراج أبدع الصور.

ASP_nicklen_apaul_p224

إذا كنت لا تجيد التصوير وتعتبر نفسك مصوراً ماهراً أرجوك تأمل المقولة التي يتداولها الكثير من المصورين الفوتوغرافيين:
’’شراء بيانو لا يعني بأنك عازف بيانو،
تماماً كالتصوير فشرائك لكاميرا لا يعني أنك مصور فوتوغرافي!‘‘


أراكم المرة القادمة...

الجمعة، 20 سبتمبر 2013

متفرقات

جدول مفقود…

منذ أيام قامت الإدارة اللعينة بإعلان جداول المحاضرات والسكاشن استعداداً للدراسة التي ستبدأ يوم الأحد المُقبل، المشكلة الحقيقية تكمن أن الجداول مرفوعة علي السيرفر الخاص بموقع الجامعة الخرافيّ المُذهل علي شبكة الإنترنت لكن الجدول الخاص بالمجموعة الأولى ضائع، المجموعة الثانية والثالثة فقط هم الموجودون والملف الـPDF الخاص بالمجموعة الأولى تالف، لستُ من المجموعة الأولى أنا في المجموعة الثانية لكنّي أحتاج جدول المجموعة الأولى لأنظم محاضراتي وسكاشني كي أجعل من الخميس أجازة رسمية وها قد حال ملف PDF تالف نشوة ترحيل محاضرتان من الخميس إلي أيامٍ أخرى، يا لتعاستي!
 

رصد…(*)

منذ يومان تقريباً قامت شبكة رصد الإخبارية التي يقومُ علي إدارتها أفرادٌ من جماعة الإخوان المسلمين بنشر خبر عن مصدر في تحالف دعم الشرعية علي حسب قوله أن الجماعة كانت علي علمٍ بميعاد فض الاعتصام قبله حدوثه بست ساعات! ولم يتم إخبار المعتصمين بذلك –حقهم في تقرير مصيرهم-، وحدثت المذبحة الغير أخلاقية التي راح ضحيتها باختلاف الروايات من 800 إلى 1800 قتيل، فليرحمهم الله ويرزقهم الشهادة التي كان في رابعة من أجلها، لكن السؤال حقاً، هل يتشارك قادة الجماعة الجيش والشرطة الذنب؟ الله وحده أعلم!
 

دنشواي وأشياء أخرى…(**)

مضى أكثر من 107 عاماً علي حادثة دنشواي، ويكاد المصريون أن ينسوها وينسوا الإهانة والفاجعة بحق فلاحيّ مصر الذين دفعوا أرواحهم في بحفر القناة، ثم يأتي اليوم الذي يهانوا فيه ويجلدوا فيه علي مرئى ومسمع من ذوي الطرابيش المُخنثين، وليصرح بعدها إبراهيم الهلباوي محامي الدولة آنذاك بأن ما فعله هؤلاء الفلاحين هو ’’تعكير السلام بين المصريين والإنجليز.‘‘، عليه من الله ما يستحك هذا الهلباوي، وعلي الرغم من تلك الفاجعة لم تتحرك السينما المصرية لإنتاج عملٍ سينمائي يخص تلك الحادثة في ما يعد خيانة للفلاح وللتاريخ. التاريخ يأبى ويعيدُ نفسه ليأتي مُرشد الإخوان السابق محمد بديع ليصرح بعد 107 عاماً أيضاً ليرد علي معتصمي الاتحادية الذين هاجمهم مجموعات من الإخوان المسلمين وحرَّقوا خيمهم قائلاً ’’ما ذنب النباتات!‘‘ يا لسخرية القدر!

الضبطية القضائية…

في الجامعات كانت هي العنوان لآخر أسبوع في الإجازة التي لم يهنئ بها طلاب مصر الذين يقضون 7 أشهر سنوياً في منظومة الخرافات التعليمية، ليحصلوا علي 3 أشهر من السكون والمرح ليعاودوا الكرة مرة تلو الأخرى كل سنة، لكن الطلبة هذه السنة لم يهنئوا بأجازة بسبب حظر التجوال وأشياء من هذا القبيل، ليفاجأوا ببجاحة المسؤولين القمعيين الذي يريدون تكبيلهم في الجامعة وإحكام السيطرة عليها وأيضاً تخوف من التظاهرات الذي قد تخرج من الجامعات والمعتادة حتى من قبل الثورة يخرج الطلبة في تظاهرات لتفريغ غضبهم من الحياة السياسية والإقتصادية والخارجية أيضاً. فهل يستمر مسلسل إستفزاز الطلبة، إتقوا شر المهمشون في الأرض وأحذروا من ثورتهم!

the-betrayal-darwin-leon
The Betrayal - By Darwin Leon

وعد…

قد عقدته علي نفسي بحضور شخصٍ عزيز عليّ جداً، بأن أنتبه إلي الدراسة هذا العام وأن لا يكون شغلي الشاغل هو السياسية والقراءة، هو وعدٌ قطعته علي نفسي وأسأل من في السموات أن يُعينني عليه، لذا فقد تقل تدويناتي ولكن لن تتوقف وإلى إشعار آخر وكما جرت العادة…

أأراكم المرة القادمة...

(*): الرابط: http://rassd.com/1-72381.htm 
(**): الرابط: ويكيبديا مصري
 

الأربعاء، 11 سبتمبر 2013

قصة قصيرة: عبث

ثم من قال لك أنني أأبه لرأيك فيّا، سمني ملحداً أو كافراً أو منافقاً أو حتى كاذباً أو مُدعيَّاً، لكني أقول لأمثالك شيئاً واحداً، فلتذهب إلي الجحيمِ أنت ومن علي شاكِلتك، أراك عاجزاً فلم يعد هناك من تنقل منه أفكاراً كلهم قد ماتوا، كبحوا بداخلك أفكارك وأرائك فلم تعد قادراً علي اتخاذ أي موقف بنفسك، علي العموم هذه حياتك ولأن أسمح لنفسي أن أتدخل فيها لأنني أعلم أنه قد فات الأوان عليك، ولأنني لست مستعدا لإرهاق نفسي مع أمثالك، لا يزعجني رأيك هذا! لكن ما يزعجني هو إيمانك أنه الصواب، ليس هذا وفقط إنما الآخرون كلهم مخطئين، وربما اعتقادك هذا لا يعنيني بقدر حزني عليك، لأن حتما في يوم من الأيام سيكون عليّك الاختيار لكنك لن تستطيع أن تحدد اختياراً وكل الاختيارات كلها متاحة، لكنك تخرج الهاتف وتبحث في الأرقام تبحث عن من يُملي لك ما تفعل، لكن لا أحد يرد، كلهم كما أخبرتك سابقاً قد انتقلوا إلي عالم الأموات. الآن ماذا أنت بِفاعل؟ تريد أن تلحق بهم؟ هاك مسدس؛ تعلم ما ستفعله به رصاصة واحدة أوه لا! لا تريد الانتحار، اعطني إيّاه سأخلصك أنا من عذابك هذا... جاهز!

[صوت فارغ الرصاص يسنطدم بالأرض تتبعه صوت ارتطام جسد رخو بالأرض.]. 


Suicide-Gun1
النهاية 



11/9/2013, 10:20PM 


أراكم المرة القادمة...

الأحد، 8 سبتمبر 2013

بائعو الوهم

clip_image002[8]منذ شهور أقامت أسرة بأكاديمية الشروق ندوة تابعة لمشروع الأسرة ’’إوعى 2‘‘ وكانت عنوان الندوة ’’أوعى الفراولة، صحتك أولى‘‘، وتهدف إلى التوعية ضد الترامادول، وكان المُحاضِر شاباً تتلمذ علي يد عمرو خالد وفجأة وبدون أي مقدمات تحوّل الحديث عن الترامادول وأخطاره وطرق التغلب علي إدمانه إلي بضع أحاديث وآيات قرآنية ومعلومات عامة عن الترامادول ولم صنع؟ وفيما يستخدم؟ ومن ثم إلي القدرة الإنسانية الخارقة علي تحطيم القيود وفعل المستحيل والإرادة الإنسانية ذات الأبعاد الكونية، لكن كيف هو لا يدري هو فقط يريد أن يسرح بخيالك ويوقظ الفتى الحالم بداخلك وكرّمته الأكاديمية  في النهاية وما قدمه  هو في الحقيقة لا شيء. إليك معلومة عني... أنني أمقت من يسلك سلك التنميّة البشرية او تنمية تصديق الخرافات أو كما أحبُ أن أطلق عليّهم ’’بائعي الخرافات الأسطوريين‘‘.

الأسطورة تقول بأن الأفكار الوهمية والأساطير هي أكثر الأفكار انتشاراً في الدولِ المُتخلِّفة، ناهيك عن رغبة كل أفراد هؤلاء المجتمعات عن حلول سهلة لإصلاح أوضاعهم الفاسدة، في مرة من المرات أخبرني صديقي أنه يريدُ كتاباً ليقرأه، فرحتُ جداً لسؤاله وأخبرته أنني سأحضر له كتاباً لطيفاً يدفعه للقراءة والاستمتاع وكان الكتاب مجموعة قصصية لبلال فضل ’’بني بجم‘‘ وبعد أيام أرجع لي الكتاب وقال لي أنّه ليسَ من محبي هذا النوع من الكتب، ولكن بعدها لاحظتُ كتاباً معه وطبعاً تنمية بشرية ’’أفكار صغيرة لحياة كبيرة‘‘.

طالعتُ الكتاب الذي يزعم صاحبه أنّه خلاصة تجاربه في الحياه، وكالمعتاد بالبحث والتمحيص كلها قصص مشهورة Copy و Paste من على شبكة الإنترنت، تماماً كما جرت العادة مع كبار السارقين أمثال إبراهيم الفقي الذي كل ما فعله هو اقتباس مارك توين، إبراهيم الفقي الحائز علي دكتوراه من جامعة في لوس أنجلوس لا تُعترف بشهادتها وتعد شركة تسويقية تتاجر في هراء باندلر الأكبر ’’البرمجة اللغوية العصبيّة‘‘ الذي أعتبر إبراهيم الفقي نفسه مساهماً فيها بنظريتيه ’’ديناميكية التكيف العصبيّ‘‘ و’’قوة الطاقة البشريّة‘‘ كيف تصف نظرية بنظرية وهي تعطي نتائج مختلفة مع الأشخاص المختلفة كما أنها مجرد هراء بحت غير مُثبت حتى الآن.

إليك أمثلة عما يفعلوا هؤلاء المُدّعين:
- ’’ركز... ركز... علي هدفك الباطن وأبحث في أعماق قلبك عن شيء يدفعك للإمام‘‘
- ’’إليك الحل، تريد الإقلاع إلي عن إدمان الترامادول، وهل تعلم أن الترامادول هو مسكن آلام قوي وهل تعلم أنه يسبب الغثيان والاكتئاب. أوتعرف الطامة الكبرى إنه يسبب آلام المعدة ويسبب الإدمان.‘‘
- ’’تريد الإقلاع عن السجائر وعاجز عن ذلك، إليك الحل... امسك السيجارة وأشعلها ضعها جانباً وأخذ نفساً عميقاً والآن أطفئها... أرأيت أنك قادر علي الإقلاع!‘‘

وفي مرة أخرى حدّثني صديقٌ آخر عن سماعه للمُدّعي عمرو خالد عن قصة قالها لشخص يعاني من عدم التركيز وعدم الثقة بالنفس: ’’مدير مصنع صابون كان يُعاني من مشكلة في إحدى مراحل التصنيع أن هناك عيباً ما في إحدى المكينات تنتج عبوات صابونٍ فارغة فأستدعى المديرُ مهندسي الشركة وأخبرهم أنه يُريد نظاماً إليكترونياً ليتخلص من مشكلة عبوات الصابون الفارغة، فقال المهندسون أنهم سيطوّرون نظاماً ميكانيكيّاً لكن سيُكلفه 100 ألفاً لكن بواب المصنع تدخل لإنقاذ المصنع ولمنع الخسارة وأخبره ببساطه أنه يُمكنه الإتيان بمروحة وتوجه علي عبوات الصابون فستطير العبوات الفارغة وسنتغلب علي المشكلة.‘‘

الآن يمكنك أن تعالج نفسك من الأمراض النفسية وأمراض قلة التركيز عن طريق عمرو خالد بدلاً عن الذهاب لطبيب نفسيّ أو دكتوراً أو تريد أن تحارب الإدمان بدلاً من الذهاب إلي مصحة للعلاج الآن يمكنك أن تسمع مدرب التنمية البشرية لينومك مغناطيسياً بتجارب حياتية متفرقة وأشياء أنت بالفعل تعلمها. أنهم يصيبوني بالغثيان، أتأملهم وهم يأسرون الشاشات ويتابعهم الآلاف في شغف يقولون أن لا مشكلة في المجتمع، المجتمع صحيّ لأقصى درجة، لكن العيب فينا نحن، يجب أن نطوّر من أنفسنا، ربما جزء من هذا الكلام صحيحاً ولكن إذا تأملت فإنهم –المُدّعين- يقتصرون المشكلة علي الأفراد الضعيفة زبائنهم الأعزاء لن يلوموا مرة واحدة الحكام أو النظام الظالم، أنهم ينومون زبائنهم ليحضروا ويتابعوا يوماً بعد الآخر وحقاً إذا تأملت إنه مجرد هراءٍ عزيزي.
- ’’لا تنظر إلي نصف الكوب الفارغ، أنظر إلي المليان‘‘
المقولة السابقة تشعرني دائماً بالغثيان دعنا نطبقها...
’’خسرت وظيفتك بس بص علي الجانب المشرق انت حي!‘‘
’’نظام مبارك بياخد براءات بس بص علي الجانب المشرق عندنا اول رئيس مدني مُنتخب!‘‘
’’يا ابني في فاشية عسكرية وحرب علي الحريّات بس بص للجانب المشرق مرسي إتشال!‘‘
’’بيتك وقع بس بص للجانب المشرق الحمام كان ضيّق‘‘

ما يحدثونك عنه هو أن تخرج من الواقع وتعيش حياة أخرى مزدوجة، تخيّل نفسك شخصاً مصاب برهاب الأماكن الضيقة تخيل مدرب تنمية بشرية يعالجك بقوله ’’تخيل نفسك شخصاً لا يهاب الأماكن الضيقة أدخل إلي المصعد! وتذكر أن تحضر شيئاً تقف عليه مقعد صغير، الآن وقد دخلت إلي المصعد أحضر المقعد الصغير قف عليه هناك مصباحاً في المصعد أنزعه الآن وقد حل الظلام، تذكر أنت شخص لا يهاب الأماكن الضيّقة أستخدم الكشاف أضغط علي الزر الصعود. ها قد فعلتها! الحقيقة هو لا يعلم مرضى الرهاب ربما هو الآن مغشياً عليه عاجزاً عن التنفس في المصعد فقط لأنه قد صدق هراء هذا المُدعّي بدلاً للذهاب إلي دكتور نفسيّ ليعالجه، قد يموت هذا الشخص في المصعد من ضيق التنفس، ليكتب وصيته في لحظاته الأخيرة لتكتب علي قبره: ’’فلان الفلاني، المتوفي في 8/9/2013 ملحوظة هذا الشخص لا يخشى الأماكن الضيقة‘‘.


أراكم المرة القادمة...

الجمعة، 6 سبتمبر 2013

دماغ صائم: صنع في الصين - 10

السلسلة كاملة PDF من هنا
1240109_10200569868348413_1612206232_n

من طائرة الهيلوكوبتر العسكرية نظر محمد أدهم إلي الصحراء الشاسعة أمامه وأخذ يُفكر في مُهمته أخذ ينظر إلي الساعة التي كانت تشير إلي الثانية ظهراً إلتقط اللاب توب وأخذ ينظر إلي الشاشة أمامه التي كانت مجرد شاشة خضراء تظهر عليها خريطة مصر وبها نقطة حمراء ساكنة انهم هناك التفت الي الطيّار وقال: كم من الوقت أمامنا؟ رد الطيّار 10 دقائق، سنهبط بعيداً عن المكان لأن حتماً الطائرة ستكشفنا. ابتسم بطلنا وأخذ يستعد وينظر إلي الحقيبة التي سلمها له ضياء الدين وأخذ يتمتم ’’يا رب يشتغل الجهاز‘‘.

في مبنى المخابرات الحربية، وداخل تلك الغرفة التي شهدت الكثير من الصياح يجلس ضياء الدين وقد امتلأت الغرفة بدخان غليونه، جميع العاملين في المخابرات يعلمون ماذا يدخن ضياء الدين في غليونه إنّه الحشيش، لم ير أحدٌ ضياء الدين في هذه الحالة منذ أحداث محاولة اغتيال مبارك الفاشلة، ضياء الدين ينظر الي الحاسوب امامه ويدخن ويصيح كما المجانين ’’عايز اسمع والله وعملوها الرجالة‘‘.

كانت الحشرات الخضراء قد أعادت أيمن وروجر إلي شكلهما الأصليّ، يبدوا أنهم لا يموتون! أخذوا يهيئون الملفات وشرائط الفيديو وسيديهات وصاح روجر بينما يخرج صندوقاً خشبياً يستخدم في حفظ الاسلحة وقال ’’انه الصندوق المفضل لدي‘‘ فقاطعه مايك في حنق شديد وقال:’’برضوا يا روجر قلتلك ملهاش لازمة ناخد معانا اسلحة ارضية الا تعلم ان الصندوق هذا سيفضحنا ان مررنا بكمين‘‘ قاطعة روجر مبتسماً ’’انت مخطئ هذا الصندوق لا يحوي اسلحة انه يحوي أفلام الحزلئوم يا ذكي‘‘
أخذ مايك يسب ويلعن ويتمم ’’افلام في صندوق اسلحة ده لو قاصد يكشفنا مكنش عمل كده‘.

وفجأة ظهر من العدم شخص ضخم، واتسعت حدقة عينا روجر وامتلكه الخوف وصاح’’ الحق يا مايك جابولنا الرجل الأخضر (هولك)‘‘، لم ينظر مايك حتى اللي الشيء الضخم الذي كان يشيرُ إليه روجر وقال متهكماً بينما ينقل الصندوق من مكانه ’’انها هلوسة تدعى سراب يا رجل المخابرات السورفيون‘‘ ولكن الشيء استمر في الإقتراب وكان حجمه يقل ويقل ويبدوا أنه يحمل شيئاً ومازال مايك يأبى أن ينظر حتى إلي الشيء هذا وفجأة وبدون أي مقدمات إنطلقت من الشيء الذي يحمله ذلك الشيء الذي واصل الصغر في الحجم شعاعاً أخضراً اصاب روجر الذي كان يعلم انها النهاية اخذ الشعاع الأخضر بإمتصاص روجر بينما نظر مايك إلي مصدر الشعاع إنه محمد أدهم الذي ذهل هو الآخر ان الجهاز قد عمل، استشاط مايك غضباً وغلت المادة الخضراء في عروقة بينما يشاهد صديقة يتم امتصاصه واخذ يجري لكن كان روجر قد انتهى امرة لقد تم امتصاصه نهائياً.

انطلق مايك باتجاه محمد وأخذ يعدو إلي أن وصل إليه فقز علي محمد أدهم في غضب والذي بدت عليه ملامح الذهول إلى أنه اصطدم في شيء مهلاً وادار عينه بينما يهوي أرضاُ تباً إنها مرآة إنطلق شعاع من علي بعد متر بإتجاه المرآة المهشمة التي وراءها مايك الذي حاول تفادي الشعاع الأخضر إلا أنه قد فات الأوان.

نظر محمد أدهم إلي الجهاز في فخر وأمعن النظر فيه وبجانب الشاشة التي سطع عليها
100% complete بجانب الاسم: جهاز البروتون، صنع في الصين، امتقع وجهه إذ ظن لوهلة انه اختراع مصريّ خالص، دس يده في جيبه وأخرج الهاتف وأتصل بشخص ما...

في مبنى المخابرات العسكرية، كان ضياء الدين في غرفة العمليات والضباط امام شاشات الحاسوب ينتظرون النهاية، رن هاتف ضياء الدين، وأشار إلي الضباط الذين اخذوا اشار احدهم بورقة مكتوب عليه 90 ثانية علي تتبع المكالمة، ضغط ضياء الدين علي الزر وشغل المكبر وإذا بصوت من الهاتف، ’’في-دو-لي-ميسيو-77، تمت المهمة بنجاح‘‘ وقف الجميع وأخذوا يهتفون ’’تحيا مصر‘‘ إلا أن نظرة ضياء الدين جعلت الجميع يصمت ثم قال ’’عايز اسمع والله وعملوها الرجالة‘‘ فأنفجر الضباط كلهم ضاحكين.
 
تمت.

أراكم المرة القادمة...

الأربعاء، 4 سبتمبر 2013

بعد أخلاقي

في إحدى الأوقات من التاريخ الأمريكي، تكونت فرق تُؤمن بالنازيّة أو ما يعرف سياسياً بالـ’’ النازيون الجدد‘‘ وهي حركات سياسية تتخذ نازية هتلر منهجاً لها وقائداً، هي مجموعات عامة تتكون من ذوي البشرة البيضاء وتضهد وتمارس التمييز ضد كل ما هو غير أمريكي في وجه نظرهم؛ الزنوج والأسيويين والكوريين والمهاجرين غير الشرعيين واليهود. ويؤمن كثيرٌ من النازيون الجُدد في أميركا بمؤامرة من الحكومة لتوظيف اليهود في الحكومة سريّاً أو كما يدعونها الـ(زوج ماشين - ZOG Machine) أو ’’مؤسسة التوظيف الصهيونيّة‘‘، وقد مارست تلك المجموعات العنف تجاههم لاعتقادهم أنهم يمثلون عقبة في طريقهم وطريق تقدم أمريكا وأنهم ليسوا أمريكيين بشكلٍ كافٍ لينعموا بالرخاء والوظائف التي تُوفرّها لهم الحكومة الأمريكية، وأنهم ليس من حقهم أن تصرف أمريكا تلك المبالغ الضخمة لتوظيفهم وتتجه الحكومة لتوفير أموال الضرائب لتوظيف الأمريكيين ولتحقيق سبل الرفاهية والمعيشة لهم. وتكونّت لاحقاً ميليشيات مسلحة وغير مسلحة تقوم بتخريب الأماكن والمحلات التي يملكها هؤلاء الغير أمريكيين.

American.History.X.1998.720p.BluRay.x264-REVEiLLE.mp4_snapshot_00.38.01_[2013.09.04_15.20.50]
(Picture belongs to its original owner
No copyright infringement intended)

’’لقد شهدتُ المجدَ مع الرجال في حديقة الحيوان،
لقد اغتسلنا بدماء الزنوج و أيضاً بدماء المُهجنيّن،
دمرنا مؤسسة التوظيف الصهيونية...
من أول يهودي حتى آخر يهودي فيها.
الرجل الأبيض... يبلغ المجد.‘‘
- جوني ريبيل، أغنية (الرجلُ الأبيضُ يتقدم)
“The White Man Marches On from the movie “American History X

لنتكلم بشكل محلي أكثر، بعد انطلاق موجات الإعلام المصري الموجه لاعتصام رابعة العدوية الذي قامت السلطات بفضة بطريقة إرهابية غير آدمية بالمرة، قبلها دعت السلطات لمليونيّه تفويض ضد الإرهاب، لكني حتى الآن لا أفهم لما قد تُقدم سلطة في أي دولة في العالم علي طلب تفويضٍ لتنفيذ عملها المنوط به. لكن كما يقولون ’’كل شيء وارد في دول العالم الثالث!‘‘، حدث الأمر ونزلت الملايين لتفويض الجيش ضد الإرهاب، أو بالأحرى ضد الإخوان المسلمين ومؤيدي مرسي الذين أصبحوا فجأة إرهابين وجب قتلهم طبقاً بروباجاندا الإعلامية التي لا تختلف كثيراً مع تلك التي كانت أيام الثورة المصرية ’’25 يناير‘‘...
التحرير: ’’علاقات جنسية كاملة.‘‘
رابعة: ’’جهاد نكاح‘‘
التحرير: ’’كنتاكي وعملاء وإيرانيين‘‘
رابعة: ’’إرهابين وخونة وحمساويين‘‘
لم تنجح بروباجاندا الإعلام مع ثورة الخامس والعشرين من يناير لأسبابٍ عديدة منها أن المشاهد في المنزل ’’حزب الكنبة‘‘ لم يكن مُسيساً بعد وحديث عهدٍ بالديموقراطية وكان أيضاً من كارهي مُبارك ولكن يميل كثيراً إلي الاستقرار والأمان، أما في حالة مُرسي فإن الجميع كره مُرسي وكره خطاب الإخوان المتكبر وفشلهم وغبائهم الإداري والسياسي في احتواء الأزمات مما جعل حزب الكنبة ينساق حديث الإعلام في شيّطنة الإخوان، الإخوان قرروا حقاً أن يتركوا الواقع ويتجهوا إلي العيش في أحلامهم، فشككوا من قدرة تمرد علي الحشد، وحدث ما حدث! وانتصرت 30 يونيه وفُض إعتصام رابعة العدوية.

أما علي الجانب الإنساني، اتجه كثيرٌ من المصريين إلي العنصرية ضد هذا التيار بطريقة مريبة وتستحق الدراسة فأصبح يتم التمييز ضد الملتحين والمنقبات ووصفهم بأبشع الألفاظ تصوراً أن كُل ملتحٍ هو إخوان وأن كل معارض لحكم السيسي أصبح إخوان وأصبح بالتالي إرهابيّاً في نظرهم وعلى جانبٍ آخر قامت بعض المجموعات بعد حرق المقرات -هذا الشيء الذي يبدوا ليس منبئاً بكارثة- لإحراق محلات الإخوان التجارية مما دفع سلسلة محلات التوحيد والنور لوضع صورة السيسيعلي أبوابها لمنع تلك المجموعات الساخطة، وزف القيادات أثناء إلقاء السُلطات القبض عليهم، الوضع لا يبشر بخير فلا ينقصنا سوى إحدى النسخ لـ’’ كو كلوكس كلان‘‘ الأمريكية أو اتجاه مثل تلك الجماعات للعمل سريّاً مرةً أخرى فالعواقب قد تكون وخيمة.


أراكم المرة القادمة...