الفن المُغتصب
هناك فنون شتى ودروب لإفساد الفنون ويظهر ذلك في معظم الفنون وفي الدول أجمع، من الموسيقى مروراً بالتمثيل وحتى الرسم لكن الفن الذي عانى ويعاني من الإفساد والاغتصاب هو فن جميل لا يعتبره مفسدوه سوى لعبة يتناوبون علي اغتصابها خاصة في الوطن العربي، إن حديثنا اليوم هو حديث عن الفن المُغتَّصب وهو فن التصوير الفوتوغرافي. الفن الذي بدأ نظرياً بميلاد أول كاميرا في عشرينيات القرن التاسع عشر واستمرت بالتطور علي يد كثير من المُخترعين ابتداءً بالفرنسيّ نيباس والذي نجح في اختراعه لها عام 1822 قام بتفكيكها في محاولة منه لنسخة لها ولم يستطع تجميعها بعد ذلك إلا أنه في عام 1825 نجح أخيراً في إعادة إنتاجها. وتطورت بعد ذلك علي يد كثير من المخترعين ابتداءاً بـلويس دورير والذي من المدهش أن التصوير الفوتوغرافي لم يعرف سوى (المونوكروم: الأبيض والأسود) حتى عام 1908 على يد الحائز علي نوبل جابرئيل ليبمان.
واستمر التطور الهائل حتى عام 1963 حيث ظهر إلي النور التصوير الفوري علي يد شركة بولارويد وتوسع الفن توسعاً هائلاً متأخراً بميلاد التصوير الرقمي عام 1981 علي يد شركة سوني ولم تكن كاميرا شركة سوني رقمية بشكلٍ كامل إلى أن أطلقت كوداك أول كاميرا رقمية عام 1991 وأخذ التطور يدخل طريقاً غير مسبوقاً إلي وقتنا الحالي.
في بادئ الأمر كان هذا الفن يلاقي حرباً شعواء من النقاد حتى أصبح مقبولاً في عشرينيات القرن العشرين وذلك بعد انتشار المعارض في الولايات المتحدة الأمريكيّة علي أيدي أمثال إدوارد ستينشين وألفريد إستيليزد وغيرهم الذي أمضوا سنين يفي بناء مفهوم التصوير الفوتوغرافي كفن جميل والذي في ذلك الوقت كان يتعرض إلي نقد شنيع ولم يلق قبولاً بين العوام ومع الوقت أنشأ صديقينا المغواران حركة اسموها ’’البكشوريزم: إتجاه تصويري ذا الطابع الحالم الرومانسي وكان سائداً في القرنين التاسع عشر والعشرون‘‘ تبع تلك الحركة حركة أخرى لي يد إدوارد ويستون وأنزيل آدم واسموها ’’المجموعة ف/64: كإتجاه تصويري قائم علي ذاته ولا يعتمد علي فنون أخرى‘‘.
ورغم كل ذلك العناء الذي تكبده أوائل مؤسسي الفن إلي أنهم لم يفلحوا في مرادهم بالشكل الذي أرادوه واستمرت الحرب عليهم لكن مع مرور والوقت واضطرار المصورون الفوتوغرافيون إلي إضفاء الجانب الجمالي والخواص التي تجذب المشاهدين استطاع الفن الوقوف أخيراً علي قدميّه بعد مشوارٍ طويل لكسب الجمهور ونيل رضى واستحسان الناس والمجتمع بتلك الصورة التي نراها الآن في العالم وأصبح للمصورين جمهوراً يرغب في شراء الصور ويدفع الألوف نظير شرائها ولكن الحدث الأكبر في تاريخ التصوير الفوتوغرافي هو الحدث الذي شهدته لندن في فبراير 2006 حيث بيعت الصورة ’’99 Cent II Diptychon‘‘ كأغلى صورة في العالم بمبلغ 3,346,456 دولاراً أمريكيّا والشاري كان مجهولاً!
إلا أنه بعد التطور التكنولوجي الرهيب وانتشار شبكات التواصل الاجتماعي يتعرض التصوير الفوتوغرافي لمشكلة فالحصول علي كاميرا أصبح سهلاً وأصبح رخيصاً عن أي وقتٍ مضى وأيضاً انتشار الكاميرات في الهواتف النقالة أصبح يهدد الفنانين الفوتوغرافيين لأن كل شخص يحمل كاميرا أصبح يطلق علي نفسه مصوراً ويصنع لنفسه صفحة علي الفيس بوك باسمه ملحقة في آخرها بـ’’Photography‘‘، مما أصبح إفساداً للتصوير وللمصورين الحقيقين الذي يحاولون حقاً أن يُعلوا من الفن ويبعدوا عنه المدعيين، ويخطرون بحياتهم حقاً لإخراج أبدع الصور.
إذا كنت لا تجيد التصوير وتعتبر نفسك مصوراً ماهراً أرجوك تأمل المقولة التي يتداولها الكثير من المصورين الفوتوغرافيين:
واستمر التطور الهائل حتى عام 1963 حيث ظهر إلي النور التصوير الفوري علي يد شركة بولارويد وتوسع الفن توسعاً هائلاً متأخراً بميلاد التصوير الرقمي عام 1981 علي يد شركة سوني ولم تكن كاميرا شركة سوني رقمية بشكلٍ كامل إلى أن أطلقت كوداك أول كاميرا رقمية عام 1991 وأخذ التطور يدخل طريقاً غير مسبوقاً إلي وقتنا الحالي.
في بادئ الأمر كان هذا الفن يلاقي حرباً شعواء من النقاد حتى أصبح مقبولاً في عشرينيات القرن العشرين وذلك بعد انتشار المعارض في الولايات المتحدة الأمريكيّة علي أيدي أمثال إدوارد ستينشين وألفريد إستيليزد وغيرهم الذي أمضوا سنين يفي بناء مفهوم التصوير الفوتوغرافي كفن جميل والذي في ذلك الوقت كان يتعرض إلي نقد شنيع ولم يلق قبولاً بين العوام ومع الوقت أنشأ صديقينا المغواران حركة اسموها ’’البكشوريزم: إتجاه تصويري ذا الطابع الحالم الرومانسي وكان سائداً في القرنين التاسع عشر والعشرون‘‘ تبع تلك الحركة حركة أخرى لي يد إدوارد ويستون وأنزيل آدم واسموها ’’المجموعة ف/64: كإتجاه تصويري قائم علي ذاته ولا يعتمد علي فنون أخرى‘‘.
ورغم كل ذلك العناء الذي تكبده أوائل مؤسسي الفن إلي أنهم لم يفلحوا في مرادهم بالشكل الذي أرادوه واستمرت الحرب عليهم لكن مع مرور والوقت واضطرار المصورون الفوتوغرافيون إلي إضفاء الجانب الجمالي والخواص التي تجذب المشاهدين استطاع الفن الوقوف أخيراً علي قدميّه بعد مشوارٍ طويل لكسب الجمهور ونيل رضى واستحسان الناس والمجتمع بتلك الصورة التي نراها الآن في العالم وأصبح للمصورين جمهوراً يرغب في شراء الصور ويدفع الألوف نظير شرائها ولكن الحدث الأكبر في تاريخ التصوير الفوتوغرافي هو الحدث الذي شهدته لندن في فبراير 2006 حيث بيعت الصورة ’’99 Cent II Diptychon‘‘ كأغلى صورة في العالم بمبلغ 3,346,456 دولاراً أمريكيّا والشاري كان مجهولاً!
إلا أنه بعد التطور التكنولوجي الرهيب وانتشار شبكات التواصل الاجتماعي يتعرض التصوير الفوتوغرافي لمشكلة فالحصول علي كاميرا أصبح سهلاً وأصبح رخيصاً عن أي وقتٍ مضى وأيضاً انتشار الكاميرات في الهواتف النقالة أصبح يهدد الفنانين الفوتوغرافيين لأن كل شخص يحمل كاميرا أصبح يطلق علي نفسه مصوراً ويصنع لنفسه صفحة علي الفيس بوك باسمه ملحقة في آخرها بـ’’Photography‘‘، مما أصبح إفساداً للتصوير وللمصورين الحقيقين الذي يحاولون حقاً أن يُعلوا من الفن ويبعدوا عنه المدعيين، ويخطرون بحياتهم حقاً لإخراج أبدع الصور.
إذا كنت لا تجيد التصوير وتعتبر نفسك مصوراً ماهراً أرجوك تأمل المقولة التي يتداولها الكثير من المصورين الفوتوغرافيين:
’’شراء بيانو لا يعني بأنك عازف بيانو،
تماماً كالتصوير فشرائك لكاميرا لا يعني أنك مصور فوتوغرافي!‘‘
أراكم المرة القادمة...
تعليقات
إرسال تعليق