المشاركات

عرض المشاركات من 2021

هوامش - 4#

صورة
 في الأوقات الصعبة يتبيّن لنا دومًا معادن البشر، ولسبب بسيط في إعتقادي هو أن الصعاب هي تبرز لنا دومًا معاني الأشياء، لأننا كبشرٍ ضعافٌ حقًا؛ لا يمكننا إدراك مفاهيم الأشياء حتى نقع في نقيضها وضدها، فلا أحد منّا قد يقدر معنى الصحة إلّا حين يمرض، وكذلك لا يدرك البشر أبدًا أنانيتهم إلّا حين تختبرهم المواقف والحياة، ولعّل سذاجة المنشورات التي أقرأها دومًا اثناء تصفحي لصفحات السوشيال ميديا حين يسأل أحدهم جذبًا للناس أيهم تفضل الصحة أم الأموال أم الحب؟! تكون الإجابات دومًا مضحكة لأن الاجابات حين اقرأها دومًا تبدو مثيرة حقًا للسخرية ومؤكدةً لإعتقادي... فيختار كل منهم ما ينقصه، فالصحيح المقتدر يختار ما ينقصه أولًا والمريض يختار دومًا الصحة والفقير يختار الأموال وهكذا، لندرك بذلك أن حجاب إدراكنا يقرر عنّا كل شيء وأن المعنى الحقيقي الذي نؤمن به بعدما تعلّمناه وأخترناه إختيارًا حرًا هو نعم الغاية والمقصد. The Veil of Perception by Burnell Yow! ****** أراكم المرة القادمة... تابِع @realAmrIsmail

هوامش - 3#

صورة
من منّا لا يحب القاهرة في المساء؟! بعد خمود الذروة وخمول الشوارع، وضوء القمر ينساب بين أنوار مصابيح الأنارة يرسم الطريق الهاديء الذي كان معركةً من ساعات قليلة. تصيب سكان القاهرة دومًا الدهشة والغبطة ليلًا... لسبب يعلمه جميع سكانها من ضيق وزحام الصباح، حتى البشر نفسهم يتحولون فيصبحون بشرًا غير البشر، في الصباح يسود العبوس وضيق النفس الجميع، وليلًا نقيض كل ذلك وكأنّهم يتذكرون في المساء أنّهم بشر! لكن السير في شوارع القاهرة له لذة يجهلها من لم يذقها! أن تنظر للمباني شامخة حولك في امتداد الطريق حولك، ويدك تحمل حمص الشام تراقب البشر حولك من طلاب وطالبات ناقمين وشباب على المقاهي وأيادي تمتد لتجذب أحبائها وفي هذا اليوم ومثله من كل عامٍ باقاتٌ ورود مخفيّة وعلب حمراء وسوداء بشرائط حمراء وبسماءٍ جميلة ترتقب اللقاء! تبقى تلك الحالة لساعاتٍ قليلة حتى يغادر القمر مبتسًا ليسلّم الراية لشمس تعيد دورة الحياة ومعها دورة القاهرة! Night Walk in Cairo in Hussein - Ahmedherz ****** أراكم المرة القادمة... تابِع @realAmrIsmail

هوامش - 2#

صورة
في مثل هذا الوقت كل عامٍ تتساقط أمطارُ الشتاءِ على القاهرةِ بإستحياءٍ شديد، بِضعُ أمطارٍ ونسيمٌ نظيفٌ يحظى بهِ سُكَّان هذه المدينةِ، قاهرةِ النفوس وقاتلةُ السلامَ النفسيَّ، لكنّهُ مشهدُ عظيمٌ يحملُ في طيّاته جمالٌ مخفيٌّ ومشاعرَ طيّبةٍ في تهافتِ العُمَّالِ والموظفين رغم الأمطار ووحلِ الطرق، كُلٌّ يسعى ينظرُ للسماء في عبثٍ ويبتسم، قد يرفعُ أحدهم يده ليلتقطُ بعض الأمطار، وآخرون وأخريات تمتدُ يداهم خلف الشبابيك ليلتقطوا نصيبهم من رزقٍ وأحلامٍ ضائعه، معظمهم يتمنون في نظرتهم لمن بالشارعِ أن يكونوا في مكانهم ربما بحثًا عن رزقٍ أو لهوًا كالأطفالِ، ولكن كثيرٌ من هؤلاءِ لا يدركون في نظرتهم أنّ هؤلاء ربما لا يملكون رفاهية الجلوس في الشرف والشبابيك... وهنا تكتملُ لوحة الحياة الفنية في صياحِ سائقِ ميكروباصٍ: "رمسيس! رمسيس!" ومن أعلى في انغلاق الشرفة! Rain In Cairo - by Dory ****** أراكم المرة القادمة... تابِع @realAmrIsmail

هوامش - 1#

صورة
كُن مُحبًّا، غيورًا، كريمًا، صادقَ الوعد صلبًا عند المصاعب. كن صبورًا، متفاهمًا... ففي دين الحب ذلك مفتاحُ الطلاسم. حُبك قِبلتُك، تفاهمك قُبلتُك... وفي عُمق الليل ربتةٌ وضمةٌ وتلك أعلى المقاصد! لكَ فيها حبٌ وأمام ذلك عشقٌ وفي طياتِ الحبِ بعضُ العقارب. فتمسكُ بكَ فيها وفيها بكَ فأنتما في حبكما الشقائق. First Love  by Leonid Afremov. ****** أراكم المرة القادمة... تابِع @realAmrIsmail

لصباحٍ جديد...

صورة
لصباحٍ جديدٍ، لشعاع شمسٍ يتسّللُ عبر النافذة على وجهنا فنستيّقظ، لتصّدعاتٍ تملأ أرجاء المنزل... حادةٌ حين يسقط عليها ضوءُ النهار، تمر عليها أعيننا مرور الكرامِ، اعتادت عيوننا عليها، فأصبحت عاديّة. نطوي الأيام كما نطويّ أوراق كتابٍ قرأناه مئاتِ المرات، نطويها ونكوّرها لسلةٍ كما نفعل مع مناديلِ السعالِ،ضوءُ القمر متوهّجٌ يدفعنا نحوه وبينهُ وبيننا حجاب؛ نهُم لنتجاوزه فيسقطُ القمرُ في الفراغِ وفي انعكاسِه على البحيّرة؛ ليسلَّم الراية لضوءِ النهارِ فيتعانقان مودعيّن بعضهم البعض كل ليلةٍ في الأفقِ، كما نراهم! إنّ الحياةَ عجيبةٌ في تقديرها، فهي كالأرجوحة؛ نتأرجحُ في بين السعادةِ والحزنُ. نرى فيها الحاضر، وتعيدُ فينا في كل دورتها الماضي. البعضُ يصيبه الدوارُ فيسقط والآخرون صامدون فحسب حتى يصيبهم المصير. في كلِّ دورةٍ تفقدُ السعادةُ معناها وتقتلنا الذكريات. لكنّنا نستيقظ كل مرةٍ لصباحٍ جديدٍ، لشعاع شمسٍ يتسّللُ عبر النافذة على وجهنا فنستيّقظ، لتصّدعاتٍ تملأ أرجاء المنزل... حادةٌ حين يسقط عليها ضوءُ النهار، تمر عليها أعيننا مرور الكرامِ، اعتادت عيوننا عليها، فأصبحت عاديّة... "تكرار حتى قي

ما لا تخبرك به لوغريتمات السوشيال ميديا

صورة
دعني أخبرك عن شيءٍ كصديقٍ، لا أعلمُ حقًّا ستتقبل ذلك الشيء أم لا، أو إن كنت في الأصل تعتبرني صديقًا، لا يَهُم! دعني أخبرك بدون دباجاتِ المقدماتِ التي يسترسل الكتابُ فيها، لجذب انتباهك وشراءُ تعاطفك نحو الكلامِ! لن يخوض أحدٌ معاركك يا صديقي، حتى لو أوهموك بأن مشاعرك وضعفكَ شفيعٌ لك وبالإمكان أن تجهر بهم، لن يتلقّفك أحدٌ، فقدرك هو الاجتهاد والنجاح، فلن يقدّرك أحدٌ لشيء سوى نجاحك وقدرتك على المضي بحياتك قدمًا، لذا فلتسترجل يا صديقي وتدع عواطفك جانبًا وقاتل، كل ما غير ذلك أوهامٌ حداثيّة تهدف خلق متسع لآخرين على حسابك! لن يهتم أحدٌ بك ولن يحُبك أحد ضعيفًا، فالقويُّ الناجح هو الذي يلتف حوله الناس. كن رجلًا وقاتل، البكاء للضعفاء! أمّا معَ أحبائك فهم ملاذك ومفرك من كل الدنيا فكن طيّبًا حنونًا محبًّا تستطيع أن تسقط بينهم وبين أحضانهم وتبكي وتزرف الدموع، هم وهنَّ سكينتَك الذي أخبرنا المولى عنها: «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ»، فأحسن يا صديقي وكن

بعضُ الأشياء عنّي.

صورة
يراودني الموتُ منذ كنتُ صغيرًا، كان لديّ يقينٌ دومًا بأننّي لن أعيش طويلًا، ومازال! لا أدري من أين أتت تلك النظرة السوداويّة لحياتي، لكنّه شعورٌ حقيقيُّ! شعورٌ بأنّك ستسقط لسبب ما في أي لحظة. أخطأتُ الموت مراتٍ عديدة، مرة عند السفر عندما تأخرتُ عن السيارةِ التي حجز لي صديقي فيها مقعدًا فترك السيارة وأنتظرني! مررنا بها محطمّةٌ على جانب الطريقُ! توفيَّ ستُ أشخاصٍ، حتى هذه اللحظةُ موقنٌ بأنني كان من المفترض أن أكون منهم! لم ألمسِ الموتَ كثيرًا في حياتي! ولكنّي قد تصالحتُ معه! تصالحت مع الموت حقًا فلم يعد يرهبني! أعاملهُ كرفيقٍ وظلٍ يتبعني أينما ذهبتُ، سينجحُ الموت يومًا أن يقتلني بالتأكيد، لكنّي في الحقيقةِ لن أحزن حين يقترب، للأمانة لم أتمناهُ يومًا، ولا أقبلُ أن أركن إليّه في الخيبات ركونِ الجبناء، فقط تصالحُ العاقلُ مع يقينه الأبديّ! لذلكَ أتحدثُ دومًا بما في عقليّ! أسامحُ ولا أكن كراهيّة لأحد، أكرهُ المنطقُ الظالم والمعطوب، لأنّه دومًا ميزانٌ مُطفّف! لا أمن بالخير والشر، فالخيرُ والشر دائمًا نسبيُّ يُشكِّله الناس حسب المصلحة وحسب الحاجة! ولا وجود للخير والشر الأكبر سوى في القصص والحك

الأحزان والمواصلة.

صورة
سألني صديقٌ: «كيفَ يمكننا المواصلةُ بعدَ كُل هذا الألم، وبعد كل تلك المشاهد، وكل تلك الدماء؟»، صمتُ لدقائقَ طوليةٍ وعيناي لا تفارق سماء الليلِ الحالكِ، كنتُ ألوذُ بالصمتِ فرارًا، يُحدثني كأنّني أعلمُ كل شيءٍ وأننّي سأقولُ كلامًا حكيمًا يداوي جُرحَ المشاهدِ التي تعجُ هاتفه! نظرتُ له ولعيناهُ المنكسرةِ بفعل العجز وبفعل القسوة أنا ألبسُ زيَّ التماسكِ الغريزيِّ، ذلك التماسك الذي يخبرنا به عقلنا الباطن أنّ لا شيء بيدنا كي لا ننهار! قلتُ له: دع الحياةَ تحدثُ! لأنّها ستحدُث رغم أنفِ الجميع! حدثت وستحدثُ حتى آخر الزمان! لمرةٍ واحدة سنتظاهرُ أننّا لسنا محور الكونِ وأن مشاعرنا الأنانيّةُ في الاستمرار والمستقبل ومشاغل حياتنا الطبيعيّة هي الدافعُ الوحيدُ للاستمرارِ. لأن الحياة ستستمر رغمًا عنّا! ورغمًا عن الجميع! وأن كل تلك الدماءِ وكل تلك التضحيّة هي تضحياتٌ من أجلِ بسمةِ الأطفالِ في المستقبل، والشغفُ في مواصلة الحياةِ والبناء!، لم تسيل الدماءُ أبدًا حتى ننكسر، بل لنواصل ونبني ونُشيّد ونبتسم، ونتذكرُ في لحظاتنا التضحيّات التي بها سيعلو صوتنا، لنتابع يومًا بيومٍ بشغفِ المرة الأولى، وصدورٍ منفتحةٍ

ذكرياتِ القضية.

صورة
أتذكّر الانتفاضة الثانية جيّدًا أتذكر شكل الشوارع في بلدتي الصغيرة، أتذكرُ تلك الجموع الغفيرة من مسجد الوكالات حتى أقصى غرب البلدة، أتذكّرُ الهتافاتِ جيّدًا وأتذكرُ وقفتي في شرفة بيتي ومشاعري الغَبِطةُ، كانت مشاعرَ غير مفهومة فقد كنتُ ابن الـ7 أعوام! لكن مشهدَ استشهادِ الدُرة كان يتملكني، وألحان أوبريت الحلم العربي كان ينتطلق على لساني مع الهتافاتِ بشكلٍ تلقائيٌّ، كان إيمانًا حقيقيًّا، اليوم التالي تجمعّنا في فناء المدرسة وقد قررنا أن نشارك في الانتفاضة وأن نفعل شيئًا، أتذكرُ جيدًا ذلك القماش الأبيض الذي لونّاه برسم خطين متوازييّن ونجمة داوود وصياحنا مع الشباب الذين اندلعت مظاهراتهم من الثانويّة التجاريّة وغيرها، وأتذكرُ هتافاتٍ متباينة كـ«يا يهود، يا يهود، المسجد الأقصى سوف يعود!»... كان مشاعرنا متأججةٌ بما رأيناه، دعوناهُ إيمانًا لكن كنّا صغارًا لنتفهم، لكن مشاعرنا كانت حقيقيّة مشاعرُ الحقدِ والكره تجاه قتلة أطفالنا، تجاه صهاينةٍ قتلوا من قبل إخواننا في مدرسة «بحر البقر»، أذكر أيضًا سماءًا وصافرات إنذار عرباتِ الشرطة التي انطلقت فجأة، وتبدل السماءِ فجأة للونٍ رماديِّ، ركضنا نحو شوارع

نُصوص على هامش الأقصى والهويّة!

صورة
 حينَ يتكررُ المشهد، تنطلقُ الحروفُ بغتةٌ، وتندلع المشاعر منفجرةٌ، كإنقطاعِ الوريد وإنفجارُ شلالِ الدماء! نحنُ نكتبُ لأنّنا نعلم  أنّ البكاء لا يُفيد، نحن نكتب لإيمانٍ منّا دفينٌ، أن كلماتنا تهم وأن الوقوف مع الحق مهم! لكن أيُ حقٍّ ذلك؟  نحنُ زائفونُ منافقون حين يتعلّقُ الأمرُ بفلسطين، نحن الذين ننسلخُ عن هويتنا العربيّةِ وهويتنا الدينيّة التي هي أساسُ القضية وصُلبها! نحن الزائفون المنسلخون بوهم الحداثة والغرب، تلك الأوهامِ التي يلقيها علينا الغربُ لنحيد عن أوطاننا وقيمتنا وهويتنا! قضيةُ الصهاينة في ما يتعلق بالأقصى والحائط هي قضيةً دينيّة في أصلها، أوفياءٌ هم بهويتهم، وتعاليمهم وكل ما يتعلق بمخطط دولتهم، ذلك ما يجعلهم ما هم الآن، الإيمانُ ووجود هويّة ومبدأ، وذلك ما يبني الدولِ والمجتمعات! أما نحنُ فنتعاطف يا صديقي لإنسانية القضية، سحقًا إنسانية ماذا؟ هل صرنا أمريكيون ولا يربطنا بديننا وعروبتنا سوى تلك المشاعر الإنسانيّة وذلك البكاء، القدسُ وفلسطينُ قضيّة هوية إسلامية وقضية هويةٍ عربية، ما يدفع الأبطالَ والبطلات للدفاع هو الإيمان بالحقِ والحقُ في فلسطينَ هو الحق، والعدل والخير! لذا لا

خلي ‏بالك ‏من ‏زيزي ‏ولا ‏متخليش ‏احسن

صورة
في البدء يجب أن تكون هناك قاعدة واحدة تلك القاعدة تتمثل في أن أي خلاف يلزمه شخصان وأن تكوين نظام أسري يستلزم شخصين ناضجين كفاية وشخصين لديهما من الشجاعة أن يعترفوا بماذا يريدون من العلاقة... إن العلاقات الأسرية معقدة جدًا بعواملها المختلفة سواءًا كانت هذه العلاقة مبنية على (حب - إعتمادية - مصلحة - أم تقليدية بحتة) على الرغم من تباين تلك الأنواع إلا أنه يمكن إنجاحها مهما كانت الغاية منها سيئة أم فاسدة إن كان هناك إعتراف ضمنيٌّ بين الشخصين فيما يريدونه في العلاقة وهذا حق مشروع، فالزواج في الاساس هو عقد ملزم بين طرفي العلاقة مهما كان شكله ومهما كانت عوامله ورأيك فيه طالمه هناك تراضي كامل بين طرفي العلاقة  فلا باس من شكل العلاقة أيا كانت. تبدأ المشاكل حين تحيد العلاقة عن غايتها (اولاد - حب - مال - سلطة) فتبدا عيوب كل شخص في الظهور وبعضها مبرر في الحقيقة فان كانت في مثل مثالنا عن الاولاد وتربية طفل... فإن العلاقة تنهار على نفسها تلقائيا إن كانت محددة على اساس الانجاب والأمومة فقط... مثل الحلقات الأولي من المسلسل. إن صدمة عدم الانجاب كبيرة وعظيمة ووقعها صعب على السيدات والرجال في العلاقات، ل

قصة على قضبان الموت

صورة
 دعني أخبرك عن قصة لم تسمع عنها من قبل، قصة إنسان بسيط... روح بسيطة فطريّة لا تعرف في حياتها شرا، لا تحمل لغيرها سوى كل خير... تعمل ولديها من القدرة على التحمل والدأب لتحقق أحلامها البسيطة؛ النوع من الأحلام التي تتمثل في لقيمات يقمن ضلبه وجنيهات يضعها فوق بعضها البعض لمستقبل بسيط رسمه لنفسه مع حلم طفولته وحب قلبه... لكن الحياة لا تتركه في حاله أبدًا، تلاحقه المصاعب والأهوال بل والموت أيضًا في كل لحظة في حياته بعد شقاء يومه وفي بدايته أيضًا. لكن نحن لا نرى أن القصة ليست قصة روح وحسب، وإنما حياة بأكملها، أم ثكلى وأب مقهورٌ وزوجة قد ترمّلت في لحظات ومن أجل لا شيء... لا شيء بالمعنى الحرفيّ... أصدقاءُ فقدوا صديقهم وربما أبنٌ أو إبنه. حياة بأكملها مستقبل بأحلام بطموحات ليست صورة او عزاء او رقم بل وذكريات أيضًا في قلوب المحبين والأصدقاء وأرواح أخرى مثيلة تنتظر قدرًا يشبه هذا القدر دائرة لا تتوقف عن الدوران وأحزان لا تنتهي ولن تنتهي حتى ينتهي الفساد. .A portrait by Martin Wittfooth ****** أراكم المرة القادمة... تابِع @realAmrIsmail

البكاء على أطلال الموكب

صورة
إنَّ الإنسان كائنٌ عجيبٌ حقًّا، يَنشد الشيء، ويحزن حين يلقاه! مصابٌ بمتلازمة الحزن الدائمُ، لا يجيدُ سوى البكاء والعويلِ والتنظير! أسير بؤسه وحزنِه لا يجيد غيره! أعيته الهزائم والشعارات التي لم تعد ذات معنى! لا يتقبل الواقع، ولا يتقبل الهزيمة فيصبح في حالة حرب دائمةٍ مع كل شيء ينتقد كل شيءٍ فلم يعد يملك شعارات براقةٍ يلقيها علينا، فينتهي مأسوفًا عليّه على التواصل الإجتماعيَّ جرثومةٌ تنتقد أي شيء لتحقيق إنتصاراتٍ صغيرة عديمة المعنى في بعض الشير واللايك و-أنا كول أنا مختلف عن التيار-. تصبح الصناعةُ الوطنيّة بسواعد الشباب المصريّ جريمةٌ؛ تلك التي لطالما كان ينظِّرُ لنا ويخطبُ بنا وينهال علينا أننا نعاني من إغتراب وأننا يجب أن نشجعها ونشتريها ونساعد مُنتجيها! يصبح الجمالُ في المشهد الذي رأيناه وأحسسناه قبحًا في نظره لأنه قبيحٌ من داخله لا يرى الحق ولا ينطقُ به إلا عندما يتلاقى مع أفكاره! وهذا إنسانٌ بائسٌ لا يؤخذ بكلامه لأنه ظالمٌ، ظالم في عدم تقديره، ظالمٌ في تمييزه للحق والجمال في حالاته! مأساةُ الإنسانِ تكمنُ في أنّه يعتقد أن كل شيءٍ يتعلقُ به، وأنّه ينتصر لقضيّة ما، إن موقفك السياسي ل

أحزانُ العالم الجديد الناقم!

صورة
حزينٌ هو هذا الكوكبُ، حزينٌ في إبتكاره للقيودِ التي يصنعها لنفسه، بائسٌ لأنّه لا يرى إلّا نفسه، نرسيسٌ في نفسه، لا يرى المجتمع بصورته الكاملةِ قبل رسمه لخيالاته وقوله لرأيّه! أسيرٌ هو لرغبته الدفينة في رؤيته لنفسه، ينظرُ للمواقفِ التي يراها بقناعةِ أنّه البطل، يستلُ سيفه ويخرج هاتفه الذكيِّ فيخرجُ لنا لا شيءَ سوى صورته في المرآة! إنّ لأشد ما يُميّزُ هذا الجيلَ هو رغبته في التميّزِ، تعلِّقه بالشعارات واندماجهُ في المجموعاتِ، رغبته في الصراعِ وتسيِّد المشهد، ولأن الشباب دائمًا وأبدًا سيمتهُ التمرد، التمرد على القيودِ وأفكار سابقيه، نراه يحوم في مواقع التواصل الإجتماعيِّ، تارةً مصلحٌ إجتماعيِّ، وتارةٌ أخرى عنصريّ! ولأننّا في زمن عبقريِّ لا أحد فينا بريءٌ من العنصرية! لأن العنصرية في زمننا هي الوصمةُ التي نصم بها أو نريد أن يصمنا أخصامنا ومعارضينا بها لنشرد به وننكل به! تطوَّرت من تمييز على أساس اللون والديانةِ والجنس، فأصبحت عنصريًّا لو فتحتَ الباب وقدَّمت سيدة أمامك في المصعد! أصبحت عنصريًّا لو أصدرت فكاهةً تسخر من أيِّ شيء! تصبحُ السيدةُ عنصرية اليوم إن قالت أنّها تريد أن تُربي أطفالها

هوامشٌ في دفتر الحياة.

صورة
الرغبة في الحياة لا تطيلها... تلكَ مُعضلةٌ أخرى تتوه في بحر معضلاتنا، تحتَ سماءِ الشكِ وضوءِ القمر الحزين... ورياحِ الشتاء البائسةِ التي تحملُ الخيرَ كما يقولون بأمطارها، لطالما كرهتُ فصلَ الشتاءِ كرهًا شديدًا، وليس كما يقوله أبان مدينتي أنني أكره الشتاء لضعفِ البنية التحتية وضعف جودة الشوارعِ، أنا أكره الفصل لنفسه، أكره الأمطارَ والبردْ. لا يوجدُ شيءٌ جيدٌ في الشتاء باستثناءِ بعض النفعِ الذي يحصل عليّه المزارعين من الأمطارِ وعلى الرغم من نفعه إلّا أنّهم لا ينامون خوفًا على محاصيلهم من أمطارٍ شديدةٍ تُدّمرها بدلًا من أن تسقيها، ولعل سخريّة القدر تتمثل في الشتاء. لا شيء جيّدٌ 100% في هذه الحياة. حتى من يموتون نتيجةَ البرد القارسِ يشعرون بحرارة شديدة قُبيل موتهم بلحظاتٍ ويجد المُسِعفين أنّ أجسادهم دافئة، على الرغم من أنّ البردَ هو قاتلهم... كم غريبةٌ هي الحياة! يطلقون على هذه الحالة «الهيبوثيرميا -Hypothermia»، تخيّل تكون في بردٍ قارس وتتجرد من ملابسك لأحساسك بالحرارة القاتلة فتتجرد من ملابسك وحياتك بأكملها. جميعنا يرغبُ في الحياةِ، في لذاتها وحلاوتها، كثيرون هم حولها! وقليلون حول الموت،