الثلاثاء، 11 مايو 2021

نُصوص على هامش الأقصى والهويّة!

 حينَ يتكررُ المشهد، تنطلقُ الحروفُ بغتةٌ، وتندلع المشاعر منفجرةٌ، كإنقطاعِ الوريد وإنفجارُ شلالِ الدماء! نحنُ نكتبُ لأنّنا نعلم  أنّ البكاء لا يُفيد، نحن نكتب لإيمانٍ منّا دفينٌ، أن كلماتنا تهم وأن الوقوف مع الحق مهم! لكن أيُ حقٍّ ذلك؟ 

نحنُ زائفونُ منافقون حين يتعلّقُ الأمرُ بفلسطين، نحن الذين ننسلخُ عن هويتنا العربيّةِ وهويتنا الدينيّة التي هي أساسُ القضية وصُلبها! نحن الزائفون المنسلخون بوهم الحداثة والغرب، تلك الأوهامِ التي يلقيها علينا الغربُ لنحيد عن أوطاننا وقيمتنا وهويتنا! قضيةُ الصهاينة في ما يتعلق بالأقصى والحائط هي قضيةً دينيّة في أصلها، أوفياءٌ هم بهويتهم، وتعاليمهم وكل ما يتعلق بمخطط دولتهم، ذلك ما يجعلهم ما هم الآن، الإيمانُ ووجود هويّة ومبدأ، وذلك ما يبني الدولِ والمجتمعات!

أما نحنُ فنتعاطف يا صديقي لإنسانية القضية، سحقًا إنسانية ماذا؟ هل صرنا أمريكيون ولا يربطنا بديننا وعروبتنا سوى تلك المشاعر الإنسانيّة وذلك البكاء، القدسُ وفلسطينُ قضيّة هوية إسلامية وقضية هويةٍ عربية، ما يدفع الأبطالَ والبطلات للدفاع هو الإيمان بالحقِ والحقُ في فلسطينَ هو الحق، والعدل والخير! لذا لا تتغيّر تلك المشاهدُ أبدًا ولا تتغيّير تلك المشاعر عند الفلسطيينين! لأن الأقصى قضيّة هوية وطنية وقضية دينيّة!

لستَ مؤمنًا يا صديقي ولست مسلمًا ولستَ عربيًأ إن كنت تؤمن أن قضيّة فلسطين هي قضيّةُ إنسانيّة فحسب، فهي قِبلةٌ ومسرى النبيّ مُحمدًا ﷺ، وبئسًا لمسلمٌ ينسلخُ عن دينيّه ووطنه بدعوى المدنيّة وتضاربِ المصالح! فالإسلامُ أعزائي هو حزمة كاملةٌ لا تتفردُ، نحنُ فقطُ تبهرنا أضواءُ الغربِ بزيفها! لكن حتى أمريكا لا تتنازلُ عن هويتها سواءًا كانت وطنيّةً أو دينيّة! In God We Trust!

البارحةُ قامت الممثلة الأمريكيّة (فيولا دايفيس) بتعاطفٍ إنسانيّ مع القضيّة، على أساسِ إنسانيتها فحسب، ومبادئها! فهيّ لا تربطها بها أي صلةٍ رسميّة ولا دينيّة! وقفت تتضامن لإنسانيّة! أمّا أن كنت عربيًّا أو مصريًّا أو مسلمًّا فتعاطفك ودفاعك جزءٌ من وطنيتك وجزءٌ إيمانك وجزءٌ لا يتجزء من تاريخك! والدمُ الدمُ فدائه!

أما إن قررت أن تنسلخ وتتعاطف مع الإنسانيّة فحسب! فسحقًا وتبًا لك عزيزي مائة ألف مرة!

Mahmoud Moutan 

******


أراكم المرة القادمة...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق