المشاركات

عرض المشاركات من 2015

ترنيمة المحكمة.

صورة
قِفْ فَأنْتَ فِي قَاعَةِ مِحْكَمَةْ؛ حَاجِبُهَا يَصُيِحُ كَمُؤَّذِنٍ يَعْتَلِي المِئْذَنَةْ. ودِفَاعُكْ  يُجَهِّزُ عِتَادَهُ فاليَومَ يُومُ المَلْحَمَةْ. وأنْتَ خَلْفَ القُضْبَانِ تَضْحَكُ عَلَى ادِّعَاءٍ  يَتَوعَّدَكَ بِحَبْلِ المَشْنَقَةْ. وتُوشِكُ يَدَاكَ بِأنْ تُصَفِّقْ  لِرَوعَة حَبْكِ المِهْزَلَةْ. "أتَّدَعِي المَسْكَنَةِ... في هَذِهِ المَسْألَة؟ ولماذا لَسْتُ بِوَاقِفٍ وأنْتَ في قَاعَةِ مِحْكَمَةْ؟" قُلْ بِئْسَ الحَكَمُ  والحُكُمُ والمَحْكَمَةْ... فلْتَشْنِقُونِي أو لتَحْبِسُونِي، أو لتُرسِلُونِي إلى الإِسْكَلَةْ*. فالمَاثِلُ أمَامَ سِيادَتِكُمْ مُتَّهَمٌ بِإثَارَةِ البَلْبَلَةْ! ******* Odd Nerdum - Self Portrait As A Dog. *) الإِسْكَلَةْ:  مرفأ السفن. أراكم المرة القادمة... تابِع @realAmrIsmail

بول شيت - 14#: خيالات.

صورة
خيالاتٌ، تراودني خيالات. خيالاتٌ... تقول عائلتي أنهّا تفاهات. خيالاتٌ، تحاصرني... شرقًا وغربًا وفي كل الاتجاهات. خيالاتٌ متقلبّةٌ لها حالات... تلهمني عندما أكتب... وفي الليل عندما أحلم... عِجفات. تشاركني سعيدًا، وفي وحدتي تبعث لي سلامات. خيالاتٌ، تراودني خيالات. خيالاتٌ... تقول عائلتي أنهّا تفاهات. خيالاتٌ، تحاصرني... شرقًا وغربًا وفي كل الاتجاهات. ******* .Portrait by  Laurence Demaison أراكم المرة القادمة... تابِع @realAmrIsmail

البلا بلا بيليڤز.

صورة
أتذكر ذات مرةٍ عندما كنت صغيرًا في أحد حلقات تحفيظ القرآن في المسجد المجاور لبيتي أن أحد الشيوخ كان قد سمع أحد الأطفال يردّد بعض الكلمات الإنكليزية التي حفظها في المدرسة داخل المسجد بينما كان يسترجع ما حفظه قبل التسميع [1] ، وكان من بين تلك الكلمات كلمة Mosque، فلمّا سمع الشيخ هذه الكلمة أغلق المصحف الذي كان يقرأ فيه وجمعنا أمامه وأخذ يحدّثنا عن أهميّة اللغة العربية في البداية... وأن نولي لها الاهتمام فهي لغة القرآن، وأهل الجنّة وما إلى ذلك... ثم جلس وأسند ظهرة إلى أحد عواميد المسجد وقال وقد بدى عليّه التأثر... «هل تعلمون ماذا تعني كلمة Mosque التي يعلمّونكم إيّها في المدارس، كلمة Mosque تعني المستنقع الذي يعيش في البعوض، مساجد المسلمين الطاهرة في الإنكليزية تعني المستنقع العفِن الذي يعيش فيه البعوض. فلا تقولو Mosque وقولوا مسجد.» [2] ثم استدرك مجددًا، وقال: «وكلمة bye أيضًا... تعني "في رعاية البابا!"» [3] لم نكن قد تجاوزنا الثانية عشر بعد، وكان وقع تلك الكلمات علينا عظيمًا، كم هم أشرار هؤلاء الإنكليز الملاعين، يدّنسون كل شيءٍ حتى الشيبسي وبطاقات البوكيمون [4] المحمل

ذكريات عالقة في وش النسكافيه.

صورة
كانت مع بدايةِ كابوسٍ يعايشه كل مصريّ؛ كابوسٌ يأتي في مراحل التكوين الأولى للشخصية، ماذا تريد، وكيف أنت؟ ولم؟ في وقت تجاهد فيه كل شيء تقريبًا حتى جسدك الذي تُؤّرقه الهرمونات والعضلات وحب الشباب ونظرات أهلك وأقاربك التي يملئها الأمل الذي يشوبه الحسرة والحزن والتعبير الدارج "والله وكبرت يا..."... الكابوس يدعى الثانوية العامة، فيه تتخذ قرارًا مسبق تغامر به بمسار حياتك بأكملّه... مقابل ماذا ستحفظ، وأنواع الكتب التي ستحفظها؟ أهي كتب أحياء، تاريخ؟ أم نوعيات مسائل وأفكار! وسيكون عليك أن تصبح وتمسي على موادٍ لا تؤّهلك لشيء سوى إختبار "المليء والصب" حيث تملأ نفسك بالمعلومات التي لا قيمة لها سوى أن تصبها لاحقًا في الامتحان. فتقضي نهارك في الدروس الخصوصية، فيتوجب عليك السهر ليلًا... ويتحتم عليّك البدء بشرب الكافيين، وهكذا تبدأ أول ذكرياتي تعلق بوش النسكافيه. *******  ثم كانت ثورة تونس، تبعتها ثورة يناير بدون أي مقدمات، لأستيقظ صبيحة 23 يناير على دعواتٍ على الفيس بوك عن ثورة للعدالة الاجتماعية وعلى شباب قد بدأوا ينسابون في الميادين، كنت في المرحلة الأخيرة من الثانوية ا

بول شيت - 13#: لا أبالي.

صورة
أين أنتَ أيها الناسك الباكي... وحدك تعلم كيف حالي؟! أمضيتُ سنين منتظرًا... أنتظر الموتَ ولا أبالي. كيف أصبحُ وكيف أمسي... بقلبٍ غرتّه الأماني؟ ضريرًا وحيدًا، ألتمس طريقًا... في غياباتِ عشقٍ دامي. أتخبط بفعلِ جرحٍ... قد خلّفه حبٌ سادي. فأين أنتَ؟ أين أنتَ؟  أيها الباكي... وحدك...  تعلم كيف حالي؟! سنين منتظرًا... الموتَ ولا أبالي. ضريرًا...  ألتمس طريقًا... قد خلّفه حبٌ سادي. يصرخ مجنونًا: ’’لا... أبالي... لا... أبالي...‘‘ ويختفي في الظلام. ******* .Photo by: Jerry Uelsmann تمت. أراكم المرة القادمة... تابِع @realAmrIsmail

طقس شيطاني

صورة
كان يذهب كُل ليلة إلى مكانٍ مظلمٍ تسكنه الأرواح، يُشاع في القرية أنّه قد ترك الإسلام، وأعتنق ديانةً للشياطين، وكل ليلةٍ يذهب هناك ليؤدي طقوسًا شيطانيةٍ يتقرب بها من إلهه الجديد (لوسيفر)، لم يقترب منه أحدٌ قط، ولم ير أحدٌ وجهه فقد كانت طقوسه دائمًا بعد منتصف الليل، ليبدأ طقوسه اللي لم يعهدها أهل القرية، بعزفٍ منفردٍ للساكسفون يدوم لساعة وفي بعض الأحيان أكثر يصاحبه دائمًا بكاءًا شديدًا، نفس اللحن "صحيح!"، لسباندو باليت... كل ليلة... وفي أواخر عام 2013، كانت قد ضاقت وأستفحلت وأستقوت قلوب متطرفي القرية، فجمعوا أهل القرية، وأعلنوا قرارهم بأنّه يجب أن يُقتل هذا الكافر اللعين الذي يعبد الشيطان ويدّنس أرض قريتهم الطاهرة، وبالفعل ترصّدوا به في اليوم التالي أمام المقابر حيث كان يذهب كل ليلة ليعزف لإبنته الراحلة أغنيّة ما قبل النوم، ليلحق بها هو الآخر، ولكن بظهرٍ قد علق به ساطورٍ كان سبب وفاته.  بعزفٍ منفردٍ للساكسفون يدوم لساعة... تمت. أراكم المرة القادمة... تابِع @realAmrIsmail

بول شيت - 12#: عصفور.

صورة
نحو السماء يتوجهُ نظري من شرفة المنزل وصوت ألحانِ سيبير يصدع من هاتفي معيدًا عليّ أشجاني ففي برود صيف ليل القاهرة، ومن هذه الشرفة اللعينة؛ أتذكر كيف كانت تُغني... قاطعني صوت سيبير من بين ألحان الفولك: ''للبحارة!'' ابتسمت وقلت في نفسي: ''لا يا عزيزي... في حالتي هذه لم تكن تغني للبحارة... كانت تغني لعصفور أو بغبغاء لا أدري... في قفص في شرفتها... كل ليلة... في نفس التوقيت، ليغرّد العصفور فرحًا... بينما وقع صوتها يجلد قلبي، بينما تبتسم لتعطي المشهد جمالًا، أم أنها تهزأ بي بابتسامتها الآسرة... فهي تعلم تمام العلم أنني أراقبها كل ليلة ولا أهتم ماذا تظن بي، فلم أعد أستطيع النوم من دون أن أسمعها تنشد ''عصفور طل من الشباك وقالي يا نونو''. ثم انقطعت، لا أدري لماذا؟ القفص ما يزال في الشرفة... وأكاد أجزم أنني أسمع العصفور بداخله يصرخ شوقًا إلى إنشادها... ليخيم على الشرفة جوٌ بارد كئيب... ما زلت إلا هذه اللحظة أحاول أن أتذكر كيف كانت تبدو وما يزال صدى صوتها عالق في أذناي.... كل ليلة أقف في الغرفة منتظرًا ظهورها إلا أنها كل مرة تُخيب ظني لالتقط الهاتف أ

بول شيت - 11#: حسن.

صورة
كان في خيمته يُدّخن حشيشةٍ قد سرّبها له أحد معارفه من الحرس، لم ينم منذ أيامٍ وكانت هذه الليلة هي فرصته الوحيدة أن ينال قسطًا من النوم. كان اسمه صالح وطالما كان ذلك بالنسبة إليه عجيبًا، فهو أبعد ما يكون عن الصلاح، الذي لا يعرف حتى ماذا يعني... كل ما عرفه في حياته أنه سميّ هكذا بسبب جدته. أخذ نفسًا من الحشيشة بينما كان يفكّر في فرصته في هذا المكان أن يكون صالحًا، وأن يكّفر عن سنوات الضياع والبلطجة التي عاشها قبل مجيئه إلى هذا المكان، وأخذ يُنشد في شجن... يا مصر قومي وشدّي الحيل... قاطعه حسن شريكه في الخيمة مقهقهًا بعد أن أيقظه دندة صاحبه: بقالنا 30 سنة بنقول يا مصر شدي الحيل، شدي الحيل، وشكل كدة مصر هتطلع في الآخر قعيدة أو مبتسمعش... وشكلنا في الآخر هنطلع بنـAbuse disabilities.... بنأبيوظ... الله يرحم جدك... كان بيشرب الشربه بخرطوم الغسالة، يخربيت كآبة أهلك يا شيخ، هتبوظلي الدماغ... قالها صالح بينما كان ينفث نفسًا من حشيشته، واستطرد قائلًا: مصر دي يا أبني كيان بيحتوينا كلنا... فأنفجر حسن ضاحكًا وقال لصالح ساخرًا: إحنا بنصرف على مصر يا صالح، إحنا اللي بنحتوي مصر يا حبيبي، بتد

بول شيت – 10#: وهم.

صورة
حياتنا يا ولدي  وهمٌ... يحكمهُ  القدر والمكتوب. الظاهر فيهِ تيسيرٌ... والقدرُ  يحاسبُ بالمعكوس. يُمهل الفقراء  فقراً... ويزيدُ الظالم في الملكوت. في السماء قالوا: ’’جنّةٌ... وفي الأرض  هباءٌ منثور.‘‘ فسبّحوا بحمدها ليلًا... وشدّوا الرحال لدرب الخلود. [تصفيق حاد] ******* يفتح أحد صفحاتِ أحد الكتب السماوية ليقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم ’’فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ‘‘ [ليتمتمُ الحُضور: صدق الله العظيم] وليكمل... سجينٌ والوطنُ  سجني... وحَرفي سكينٌ مسمومُ. أدوّن الحرف  ألمًا... والقلبُ ضامرٌ مهمومُ. [يهب أحد الحضور مغادرًا  ويصيح في زوجته كي تتبعه: "يلا بينا، زمان أمن الدولة جاي يلمهم كلهم"] إبتسم الشاعر وأشعلسيجارة وأخرج أحد الأوراق من معطفه وقال ساخرًا بينما ينفث نفسًا: ’’وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ‘‘ وأخذ يقرأ في حماس: نعيش الأوهام  ننشدها... والقلبُ في غمرته ماضِ. يقولون مذنبٌ  والذنبُ كفرٌ... ومحاكمةٌ بلا قاضٍ. إلي القبورِ تصب

سمايلي فيس.

صورة
كانت الشمس في طريقها إلى المغيب، ترسل آخر تحيّاتها إلى الأرض على هيئة أشعةٍ حمراءٍ تُغازل السحب خالقةً لوحةً فنيةً متباينةِ الألوانِ في سماءٍ تصدع بآمالٍ وآلامِ بشرٍ قد اختاروها ملاذًا... نظرَ إلى هذا المشهد، بينما كان الوجه البارد للتعبير الرقميّ المبتسم "smiley face" على هاتفه، يُؤرق عقله، ويأخذه في محيط تساؤلاتٍ يهيج بطوفان الحيرة التي تؤرق العين، فمنذ متى وكان الرد على كلمةِ أحُبُّكِ، بهذا التعبير البارد المقتضب المثير للريبة؟، أقالها مُبّكرًا؟، أمبكرٌ 3 سنوات، قضوها معًا بحلوها بمرها، تشاركا فيها حلوها ومرها، وقد كانت التلميحاتُ حاضرةً في كل رسالة نصية، وفي كل بسمة ونظرةٍ تبادلاها في المدرج، وأمام الكافتيريا، وتلك البسمةُ التي ارتسمت بدون مقدماتٍ عندما سألها كاذبًا عن محاضرةٍ كتبتها، ليستعير كشكولها كي يُقدم على حركته الساحرة والفصل الأول في مجازفةِ حبٍ يصعبُ توقع مآلها... - باشمهندسة، كتبتي محاضرة دكتور إبراهيم اللي فاتت، ممكن كشكولك أصورها أو أنقلها لو معندكيش مانع يعني؟ كان يتلعثم في سؤاله، ويتصبب عرقًا أضحك عليه زملائه وزميلاتها، اللاتي لم ترحمنه

هوامش على دفتر البؤس...

صورة
لم تعد مشاهد القتل والدماء تُرهبنا، ولم تعد صور البيوت المهدّمة وأصوت الانفجارات تستوقفنا، أصبحت شيئًا عاديًّا شبه يوميّ، متى وصلنا إلى هذا الحال؟ أتذكر منذ وقتٍ قريبٍ عندما كنّا نرى تلك المشاهد من بعيدٍ في حسرةٍ، ونحمد الله سرًا على أحوالنا. والآن ها نحن نستيقظ عليها كل يوم، وتفتح تساؤلنا على ما إن كنَّا نستحق حقًا هذا الوضع... وحين نفّكر حقًا، نجد أنفسنا ندخل المعترك المحرّم، ونتساءل عن قضايا وجودية تُبدِّل بئسنا بؤسًا فوق بؤس... فيغلبنا اليأس، وتجابهنا أشباحٌ تثرثر عن الخيانة... لم نعد نشتهي الكلام، وإن اشتهيناه نُوَاجَهُ بسلاسل من الاتهامات والقوّلبة، حتى أننا نسأل أنفسنا قبل أن يتهوّر لساننا ويفعل ما يجيده عن ما إن كان رأينا مُهمًا وما إن كان الأمر يستحق، هل يستحق الأمر أن أكون مُصّنفًا، أن أتحمّل عبئًا فوق عبئنا... عبئَ القولبة الفكرية؟  فنصبح متهافتين متمَيّعين، نستحسن أن نكون على مسافة متساوية من جميع الأطراف، فنجد من يقول أنّه إسلامي علماني بنظرة رأسمالية تستحسن الاشتراكية، من يقول أن الانقلاب كان قرارًا صحيحًا وغير صحيح في نفس الوقت... فنكتب المقال ونذيليّه بأحاديثٍ

بول شيت - 9#: لا أعلم!

صورة
فلتُخبريني عنّي، فأنا لا أعرفني... وموقنٌ بأنني لا أعلم. لا أدري من أينَ أتيتُ ولا أدري أين أنا؟ أمُستيقظٌ أنا أم أحلم؟ أصرتُ ضريرًا، أم أصمًا... أمُتحدثٌ أنا أم أبكم؟ أتسمعيني؟ أتفهميني؟ أعربيٌّ أنا أم أعجم؟ لستُ أدري؟ وكيف أدري... ولو أدراني، كيف سأخبركِ أننّي أفهم؟ لا أعلم، لا أعلم... ولا أدري ماذا أفعل؟! ماذا أفعل؟! ماذا أفعل؟! فلتُخبرني عنّي، فأنا لا أعرفني... وموقنٌ بأنني لا أعلم. لا أدري من أينَ أتيتُ ولا أدري أين أنا؟ أحدّق نحوُ السحبُ؛ أمُستيقظٌ أنا أم أحلم؟ أتسمعيني؟ أتفهميني؟ أعربيٌّ أنا أم أعجم؟ لستُ أدري؟ وكيف أدري... ولو أدراني، كيف سأخبركِ أننّي أفهم؟ لا أعلم، لا أعلم... ولا أدري ماذا أفعل؟! ماذا أفعل؟! ماذا أفعل؟! ’’تكرار حتى قيام الساعة‘‘ ****** . Kosmur - Assembler أراكم المرة القادمة... تابِع @realAmrIsmail

في الجحيم لقائنا...

صورة
عندما تتناثر الأشلاء في ربوع وطننا المجيد، وتعلوا أصوات المدافع والخراطيش، وتنظم الأقلام رثائها، والحناجر أناشيدها، ويقع الآملين في ورطة تجارتهم، ويضيق صدر الصابرين لوهنهم... ويتفكّر المتفلسفون في جدوى منشوراتهم... وينتشر المينستريم، وترفع الهاشتاجات... معلنة الحداد... مُبشرّة بالنصر... ويُرفع الآذان أن اعملوا للدار للآخرة... الدنيا ابتلاء... وفي الجنة الشهداء. سمّاها أهلها الجنة، واجتمعت لوجودها كل الأديان، لا شيء مثلها... يذهب إليها الصالحون، والشهداء، والجوعى والمظلومين، تعطي للموت معنًى وتعطي للمظلوم أملًا في عالم ثانٍ... حيث النعيم والأبدية، لكن للجنة شروط تذكرتك إلى الجنة تتطلب موتك... وبعض أوراقٍ من رجال الدين، الذين يملكون توكيلات الإله... الوساطة المُقدسة... التي تُحدد الفقير من الغني، الظالم من المظلوم، الصالح من الطالح... نعم هم من يحددون... حتى الشهداء. كان للفيلسوف كارل بوبر مقولة شهيرة: «أن من يعدوننا بالجنة على الأرض لم يعطونا إلا جهنم.»، ويبدوا في النهاية أن الجنة ما هي إلا الملاذ الأخير للأوغاد، ليتاجروا بما تبقى لدى المُستضعفين، تجارة بالجنة، فالفقر م