الزنّانة
مضت فترةٌ طويلةٌ وأنا بعيدٌ عن الكتابة، اليومَ خطر ببالي أننّي أقلعت أخيرًا عن هذا الإدمانُ اللعين؛ أن أكتب فتنكشف أفكاري للناس وأفعل ذلك بكامل إرادتي، إدمانٌ لعينٌ حاولت أن أقلع عنه ولكن كل مرةٍ أفشل في هذا، وكأن هناك سببٌ ما، مرضٌ أو فيروسٌ لعين، ربما تلك الحقيقة أنّي مريضٌ وأحتاجُ لعلاجٍ ما! لكن لا بأس، دعني آخذك في رحلة... سماءٌ صافيةٌ هادئةٌ وسكونٌ تامٌ وكأن الكون في اللحظاتِ التي تسبق إسرافيل ونفخه في الصور – بوق يوم القيامة – يقطع كل هذا طنينٌ مزعجٌ في بلدةٍ كتُب عليها الجهادُ، مِن فُهوة نفقٍ يصعدُ ملثمٌ يحمل (أر – بي – جي) منتظرًا هدفًا أو موتًا مُحقّقًا، هذا الطنينُ يعرفهُ المجاهدُ ولا يَجهله ولكنّه اعتاد سماعه وحسب، فلم يُلق له بالًا... ولكن الطنينَ كان يتبعه ويراقبه عن كثب... حام وحام الطنين الذي يُولدٌ على صوته أهل هذا الوطن ويطلقون عليه «الزنّانة» وهي الطائرة بدون طيّار لمن لا يعلم... كانت الزنّانة تتبعه وتراقبه من الفوهةِ حتى بدأ مُحرّكها بفتح النار... لم تنجح «الزنّانة» في قتله لكن حسرةٍ ما تطارد هذه الروحُ حتمًا لأنّها تعودت على الصيدِ وتكبيد الخسائر للعدو، سيعود حتمً