بيروت... ذلك الحلم الجميل
لم يعد دويُّ الانفجاراتِ يُرهبنا، لم تعد مشاهدُ القتلى والجرحى تذعرنا، أصبحت المآسي والمصائبُ والفاجعاتِ جزءًا من حياتنا، وكأنّنا موصومونَ بالحزن والبؤس والوهن، يومٌ مصيبةٌ بجوارنا، ويومًا عندَ الجيرانِ وكأنَّ القدر يريدُ إرادةً أن يسحقنا أو ربما يرحمنا من شقاءٍ آخر يحتفظُ به لنا لوقتٍ آخر. منذ زمنٍ ليس ببعيدٍ وقفت للمرة الأولى وعزمتُ ألّا ألوم الدهر والقدر على فاجعةٍ تحدثُ. قلتُ لنفسي أنّ الأشياءَ تحدثُ لسببٍ ما، وأن لكل سببٍ مُسبِّبٍ، وأنّه على المرء أن يبحث عن المشكلةِ وحسب، لكن اليوم اكتشفتُ أخيرًا أنّه لا توجدُ مشكلة فقط هو قدرنا الألمُ، والحزنُ، والشقاء... أن تضيع أحلامنا، أن نستيقظ يومًا ما ونجد كل أعمالنا هباءً تذروه الرياح. اليوم وفي دقائق اختفى مربعٌ سكنيٌّ بأكمله في لحظاتٍ، ابتلعته نيرانٌ غادرة ظلت سنواتٍ وسنواتٍ قابعةً في ذلك الميناءُ، وفي لحظة احترقت، فاحترق معها كل شيءٍ. منذ أشهرٍ كتبتُ على صفحتي على الفيسبوك شعوري تجاه بلدي مصر وشعبها، وأظن أن هذا النص يطابقُ شعوري تجاه لبنان وشعبه: «هذا البلد ليس بهذا السوء الذي يتم الترويج له به... هذا البلد صامدٌ جميل... يمضي ولا يبال