بائعو الوهم
منذ شهور أقامت أسرة بأكاديمية الشروق ندوة تابعة لمشروع الأسرة ’’إوعى 2‘‘ وكانت عنوان الندوة ’’أوعى الفراولة، صحتك أولى‘‘، وتهدف إلى التوعية ضد الترامادول، وكان المُحاضِر شاباً تتلمذ علي يد عمرو خالد وفجأة وبدون أي مقدمات تحوّل الحديث عن الترامادول وأخطاره وطرق التغلب علي إدمانه إلي بضع أحاديث وآيات قرآنية ومعلومات عامة عن الترامادول ولم صنع؟ وفيما يستخدم؟ ومن ثم إلي القدرة الإنسانية الخارقة علي تحطيم القيود وفعل المستحيل والإرادة الإنسانية ذات الأبعاد الكونية، لكن كيف هو لا يدري هو فقط يريد أن يسرح بخيالك ويوقظ الفتى الحالم بداخلك وكرّمته الأكاديمية في النهاية وما قدمه هو في الحقيقة لا شيء. إليك معلومة عني... أنني أمقت من يسلك سلك التنميّة البشرية او تنمية تصديق الخرافات أو كما أحبُ أن أطلق عليّهم ’’بائعي الخرافات الأسطوريين‘‘.
الأسطورة تقول بأن الأفكار الوهمية والأساطير هي أكثر الأفكار انتشاراً في الدولِ المُتخلِّفة، ناهيك عن رغبة كل أفراد هؤلاء المجتمعات عن حلول سهلة لإصلاح أوضاعهم الفاسدة، في مرة من المرات أخبرني صديقي أنه يريدُ كتاباً ليقرأه، فرحتُ جداً لسؤاله وأخبرته أنني سأحضر له كتاباً لطيفاً يدفعه للقراءة والاستمتاع وكان الكتاب مجموعة قصصية لبلال فضل ’’بني بجم‘‘ وبعد أيام أرجع لي الكتاب وقال لي أنّه ليسَ من محبي هذا النوع من الكتب، ولكن بعدها لاحظتُ كتاباً معه وطبعاً تنمية بشرية ’’أفكار صغيرة لحياة كبيرة‘‘.
طالعتُ الكتاب الذي يزعم صاحبه أنّه خلاصة تجاربه في الحياه، وكالمعتاد بالبحث والتمحيص كلها قصص مشهورة Copy و Paste من على شبكة الإنترنت، تماماً كما جرت العادة مع كبار السارقين أمثال إبراهيم الفقي الذي كل ما فعله هو اقتباس مارك توين، إبراهيم الفقي الحائز علي دكتوراه من جامعة في لوس أنجلوس لا تُعترف بشهادتها وتعد شركة تسويقية تتاجر في هراء باندلر الأكبر ’’البرمجة اللغوية العصبيّة‘‘ الذي أعتبر إبراهيم الفقي نفسه مساهماً فيها بنظريتيه ’’ديناميكية التكيف العصبيّ‘‘ و’’قوة الطاقة البشريّة‘‘ كيف تصف نظرية بنظرية وهي تعطي نتائج مختلفة مع الأشخاص المختلفة كما أنها مجرد هراء بحت غير مُثبت حتى الآن.
إليك أمثلة عما يفعلوا هؤلاء المُدّعين:
- ’’ركز... ركز... علي هدفك الباطن وأبحث في أعماق قلبك عن شيء يدفعك للإمام‘‘
- ’’إليك الحل، تريد الإقلاع إلي عن إدمان الترامادول، وهل تعلم أن الترامادول هو مسكن آلام قوي وهل تعلم أنه يسبب الغثيان والاكتئاب. أوتعرف الطامة الكبرى إنه يسبب آلام المعدة ويسبب الإدمان.‘‘
- ’’تريد الإقلاع عن السجائر وعاجز عن ذلك، إليك الحل... امسك السيجارة وأشعلها ضعها جانباً وأخذ نفساً عميقاً والآن أطفئها... أرأيت أنك قادر علي الإقلاع!‘‘
وفي مرة أخرى حدّثني صديقٌ آخر عن سماعه للمُدّعي عمرو خالد عن قصة قالها لشخص يعاني من عدم التركيز وعدم الثقة بالنفس: ’’مدير مصنع صابون كان يُعاني من مشكلة في إحدى مراحل التصنيع أن هناك عيباً ما في إحدى المكينات تنتج عبوات صابونٍ فارغة فأستدعى المديرُ مهندسي الشركة وأخبرهم أنه يُريد نظاماً إليكترونياً ليتخلص من مشكلة عبوات الصابون الفارغة، فقال المهندسون أنهم سيطوّرون نظاماً ميكانيكيّاً لكن سيُكلفه 100 ألفاً لكن بواب المصنع تدخل لإنقاذ المصنع ولمنع الخسارة وأخبره ببساطه أنه يُمكنه الإتيان بمروحة وتوجه علي عبوات الصابون فستطير العبوات الفارغة وسنتغلب علي المشكلة.‘‘
الآن يمكنك أن تعالج نفسك من الأمراض النفسية وأمراض قلة التركيز عن طريق عمرو خالد بدلاً عن الذهاب لطبيب نفسيّ أو دكتوراً أو تريد أن تحارب الإدمان بدلاً من الذهاب إلي مصحة للعلاج الآن يمكنك أن تسمع مدرب التنمية البشرية لينومك مغناطيسياً بتجارب حياتية متفرقة وأشياء أنت بالفعل تعلمها. أنهم يصيبوني بالغثيان، أتأملهم وهم يأسرون الشاشات ويتابعهم الآلاف في شغف يقولون أن لا مشكلة في المجتمع، المجتمع صحيّ لأقصى درجة، لكن العيب فينا نحن، يجب أن نطوّر من أنفسنا، ربما جزء من هذا الكلام صحيحاً ولكن إذا تأملت فإنهم –المُدّعين- يقتصرون المشكلة علي الأفراد الضعيفة زبائنهم الأعزاء لن يلوموا مرة واحدة الحكام أو النظام الظالم، أنهم ينومون زبائنهم ليحضروا ويتابعوا يوماً بعد الآخر وحقاً إذا تأملت إنه مجرد هراءٍ عزيزي.
’’خسرت وظيفتك بس بص علي الجانب المشرق انت حي!‘‘
’’نظام مبارك بياخد براءات بس بص علي الجانب المشرق عندنا اول رئيس مدني مُنتخب!‘‘
’’يا ابني في فاشية عسكرية وحرب علي الحريّات بس بص للجانب المشرق مرسي إتشال!‘‘
’’بيتك وقع بس بص للجانب المشرق الحمام كان ضيّق‘‘
ما يحدثونك عنه هو أن تخرج من الواقع وتعيش حياة أخرى مزدوجة، تخيّل نفسك شخصاً مصاب برهاب الأماكن الضيقة تخيل مدرب تنمية بشرية يعالجك بقوله ’’تخيل نفسك شخصاً لا يهاب الأماكن الضيقة أدخل إلي المصعد! وتذكر أن تحضر شيئاً تقف عليه مقعد صغير، الآن وقد دخلت إلي المصعد أحضر المقعد الصغير قف عليه هناك مصباحاً في المصعد أنزعه الآن وقد حل الظلام، تذكر أنت شخص لا يهاب الأماكن الضيّقة أستخدم الكشاف أضغط علي الزر الصعود. ها قد فعلتها! الحقيقة هو لا يعلم مرضى الرهاب ربما هو الآن مغشياً عليه عاجزاً عن التنفس في المصعد فقط لأنه قد صدق هراء هذا المُدعّي بدلاً للذهاب إلي دكتور نفسيّ ليعالجه، قد يموت هذا الشخص في المصعد من ضيق التنفس، ليكتب وصيته في لحظاته الأخيرة لتكتب علي قبره: ’’فلان الفلاني، المتوفي في 8/9/2013 ملحوظة هذا الشخص لا يخشى الأماكن الضيقة‘‘.
الأسطورة تقول بأن الأفكار الوهمية والأساطير هي أكثر الأفكار انتشاراً في الدولِ المُتخلِّفة، ناهيك عن رغبة كل أفراد هؤلاء المجتمعات عن حلول سهلة لإصلاح أوضاعهم الفاسدة، في مرة من المرات أخبرني صديقي أنه يريدُ كتاباً ليقرأه، فرحتُ جداً لسؤاله وأخبرته أنني سأحضر له كتاباً لطيفاً يدفعه للقراءة والاستمتاع وكان الكتاب مجموعة قصصية لبلال فضل ’’بني بجم‘‘ وبعد أيام أرجع لي الكتاب وقال لي أنّه ليسَ من محبي هذا النوع من الكتب، ولكن بعدها لاحظتُ كتاباً معه وطبعاً تنمية بشرية ’’أفكار صغيرة لحياة كبيرة‘‘.
طالعتُ الكتاب الذي يزعم صاحبه أنّه خلاصة تجاربه في الحياه، وكالمعتاد بالبحث والتمحيص كلها قصص مشهورة Copy و Paste من على شبكة الإنترنت، تماماً كما جرت العادة مع كبار السارقين أمثال إبراهيم الفقي الذي كل ما فعله هو اقتباس مارك توين، إبراهيم الفقي الحائز علي دكتوراه من جامعة في لوس أنجلوس لا تُعترف بشهادتها وتعد شركة تسويقية تتاجر في هراء باندلر الأكبر ’’البرمجة اللغوية العصبيّة‘‘ الذي أعتبر إبراهيم الفقي نفسه مساهماً فيها بنظريتيه ’’ديناميكية التكيف العصبيّ‘‘ و’’قوة الطاقة البشريّة‘‘ كيف تصف نظرية بنظرية وهي تعطي نتائج مختلفة مع الأشخاص المختلفة كما أنها مجرد هراء بحت غير مُثبت حتى الآن.
إليك أمثلة عما يفعلوا هؤلاء المُدّعين:
- ’’ركز... ركز... علي هدفك الباطن وأبحث في أعماق قلبك عن شيء يدفعك للإمام‘‘
- ’’إليك الحل، تريد الإقلاع إلي عن إدمان الترامادول، وهل تعلم أن الترامادول هو مسكن آلام قوي وهل تعلم أنه يسبب الغثيان والاكتئاب. أوتعرف الطامة الكبرى إنه يسبب آلام المعدة ويسبب الإدمان.‘‘
- ’’تريد الإقلاع عن السجائر وعاجز عن ذلك، إليك الحل... امسك السيجارة وأشعلها ضعها جانباً وأخذ نفساً عميقاً والآن أطفئها... أرأيت أنك قادر علي الإقلاع!‘‘
وفي مرة أخرى حدّثني صديقٌ آخر عن سماعه للمُدّعي عمرو خالد عن قصة قالها لشخص يعاني من عدم التركيز وعدم الثقة بالنفس: ’’مدير مصنع صابون كان يُعاني من مشكلة في إحدى مراحل التصنيع أن هناك عيباً ما في إحدى المكينات تنتج عبوات صابونٍ فارغة فأستدعى المديرُ مهندسي الشركة وأخبرهم أنه يُريد نظاماً إليكترونياً ليتخلص من مشكلة عبوات الصابون الفارغة، فقال المهندسون أنهم سيطوّرون نظاماً ميكانيكيّاً لكن سيُكلفه 100 ألفاً لكن بواب المصنع تدخل لإنقاذ المصنع ولمنع الخسارة وأخبره ببساطه أنه يُمكنه الإتيان بمروحة وتوجه علي عبوات الصابون فستطير العبوات الفارغة وسنتغلب علي المشكلة.‘‘
الآن يمكنك أن تعالج نفسك من الأمراض النفسية وأمراض قلة التركيز عن طريق عمرو خالد بدلاً عن الذهاب لطبيب نفسيّ أو دكتوراً أو تريد أن تحارب الإدمان بدلاً من الذهاب إلي مصحة للعلاج الآن يمكنك أن تسمع مدرب التنمية البشرية لينومك مغناطيسياً بتجارب حياتية متفرقة وأشياء أنت بالفعل تعلمها. أنهم يصيبوني بالغثيان، أتأملهم وهم يأسرون الشاشات ويتابعهم الآلاف في شغف يقولون أن لا مشكلة في المجتمع، المجتمع صحيّ لأقصى درجة، لكن العيب فينا نحن، يجب أن نطوّر من أنفسنا، ربما جزء من هذا الكلام صحيحاً ولكن إذا تأملت فإنهم –المُدّعين- يقتصرون المشكلة علي الأفراد الضعيفة زبائنهم الأعزاء لن يلوموا مرة واحدة الحكام أو النظام الظالم، أنهم ينومون زبائنهم ليحضروا ويتابعوا يوماً بعد الآخر وحقاً إذا تأملت إنه مجرد هراءٍ عزيزي.
- ’’لا تنظر إلي نصف الكوب الفارغ، أنظر إلي المليان‘‘المقولة السابقة تشعرني دائماً بالغثيان دعنا نطبقها...
’’خسرت وظيفتك بس بص علي الجانب المشرق انت حي!‘‘
’’نظام مبارك بياخد براءات بس بص علي الجانب المشرق عندنا اول رئيس مدني مُنتخب!‘‘
’’يا ابني في فاشية عسكرية وحرب علي الحريّات بس بص للجانب المشرق مرسي إتشال!‘‘
’’بيتك وقع بس بص للجانب المشرق الحمام كان ضيّق‘‘
ما يحدثونك عنه هو أن تخرج من الواقع وتعيش حياة أخرى مزدوجة، تخيّل نفسك شخصاً مصاب برهاب الأماكن الضيقة تخيل مدرب تنمية بشرية يعالجك بقوله ’’تخيل نفسك شخصاً لا يهاب الأماكن الضيقة أدخل إلي المصعد! وتذكر أن تحضر شيئاً تقف عليه مقعد صغير، الآن وقد دخلت إلي المصعد أحضر المقعد الصغير قف عليه هناك مصباحاً في المصعد أنزعه الآن وقد حل الظلام، تذكر أنت شخص لا يهاب الأماكن الضيّقة أستخدم الكشاف أضغط علي الزر الصعود. ها قد فعلتها! الحقيقة هو لا يعلم مرضى الرهاب ربما هو الآن مغشياً عليه عاجزاً عن التنفس في المصعد فقط لأنه قد صدق هراء هذا المُدعّي بدلاً للذهاب إلي دكتور نفسيّ ليعالجه، قد يموت هذا الشخص في المصعد من ضيق التنفس، ليكتب وصيته في لحظاته الأخيرة لتكتب علي قبره: ’’فلان الفلاني، المتوفي في 8/9/2013 ملحوظة هذا الشخص لا يخشى الأماكن الضيقة‘‘.
أراكم المرة القادمة...
لاننا أمة تبحث عن الحلول بأقصى درجات السهولة و لو كانت مجرد كلمات فلسفية لا تستند إلا لبعض الخيالات الحالمة أعيد جمعها و رشها بطبقة من الورنيش
ردحذف